أخبار مصرمنوعات

كارثة الأنشطة المدرسية تعصف بشخصية الطلاب في النيل للإعلام بأسيوط

في خطوة جريئة تعكس حجم الأزمة التي تعاني منها العملية التعليمية في مصر، انعقدت حلقة نقاشية بمركز النيل للإعلام في أسيوط، تناولت موضوع “الأنشطة المدرسية ودورها في تشكيل شخصية الطالب”، برعاية الدكتور ضياء رشوان رئيس الهيئة والدكتور أحمد يحيى رئيس القطاع

في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه التعليم، كشفت الفعالية عن أبعاد مؤلمة لوضع الأنشطة المدرسية التي كان يُفترض أن تكون أحد أعمدة بناء شخصية الطلاب.

افتتحت سحر حسين محمد، مدير المركز، النقاش بالتأكيد على أهمية التعريف بالمبادرات الرئاسية الرامية إلى تطوير الإنسان المصري، لكن الوقائع التي تم تناولها في الحلقة أثارت الكثير من التساؤلات حول فعالية هذه المبادرات. فقد بدت الكلمات مفرغة من مضمونها، حيث تبين أن التوجهات الحكومية لم تحقق حتى الآن الأثر المطلوب على أرض الواقع.

أدار النقاش فاطمة أحمد حسين، التي عرّفت الحضور بأهمية الأنشطة المدرسية ودورها الحيوي. لكن المفاجأة كانت في حديث الدكتور مصطفى عبد المحسن الحديبي، أستاذ الصحة النفسية بكلية التربية، الذي سلط الضوء على أزمة حقيقية في البيئة المدرسية.

أشار إلى أن الأنشطة المدرسية، والتي يُفترض أن تكون أدوات لتنمية الشخصية، أصبحت تعاني من إهمال فادح، مما ينعكس سلبًا على صحة الطلاب النفسية وشخصياتهم. تحدث عن ضرورة استغلال هذه الأنشطة بشكل مبتكر، محذرًا من أن الفشل في ذلك قد يؤدي إلى تكوين شخصيات ضعيفة وغير قادرة على مواجهة التحديات.

وانتقلت النقاشات إلى الدكتورة سناء محمد زهران، التي قدمت مقترحات عملية لتطوير شخصية الطالب، مشددة على أهمية المهارات الأساسية مثل الاستماع والثقة بالنفس. إلا أن واقع المدارس في أسيوط يثبت أن هذه الأفكار لا تتناسب مع ما يحدث في الميدان. إذ لا يزال العديد من أولياء الأمور والمديرين يترددون في دعم الأنشطة المدرسية، مما يزيد من الضغوط على الطلاب.

كما تم تقسيم المشاركين إلى مجموعات عمل لدراسة المعوقات التي تواجه الأنشطة المدرسية، حيث أظهرت النتائج أن عدم توافر الإمكانيات المادية والبيئية يشكل عائقًا كبيرًا. واتفقت جميع المجموعات على ضرورة تخفيف المناهج الدراسية للسماح بتطبيق الأنشطة بشكل أكثر فعالية. لكن هل ستأخذ السلطات هذه التوصيات بعين الاعتبار؟!

تجدر الإشارة إلى أن الحلقة النقاشية شهدت حضور ممثلين عن القيادات التعليمية، مما يثير تساؤلات حول مدى استعدادهم للتحرك من أجل تحسين هذا الوضع الكارثي. هل سيستمعون لنداءات التغيير أم سيستمرون في تجاهل الواقع الأليم؟

إن التعليم في مصر يحتاج إلى ثورة حقيقية لإعادة صياغة شخصية الطلاب بما يتناسب مع التحديات المعاصرة. ومع استمرار الأوضاع الراهنة، يبدو أن أزمة الأنشطة المدرسية قد تكون واحدة من أكبر الأزمات التي تواجه جيل الشباب. فهل سيظل الطلاب رهائن لظروف تجعل منهم شخصيات ضعيفة وغير قادرة على الفعل؟ السؤال مطروح، والتحدي قائم، وعلى المعنيين الاستجابة قبل فوات الأوان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى