صبري حافظ يكتب: نصف معاشي لـ فاتورة الكهرباء!
اتصل بى «هاتفيًا» غير مرة شاكيًا ومستغيثًا لإنقاذه من لهيب فاتورة كهرباء منزله والتى تسلمها من «محصل الكهرباء» عن شهر أغسطس والتى يتم تحصيلها فى منتصف سبتمبر وبلغت 1664 جنيهًا.
قال لي: ماذا أفعل؟ جاءت الفاتورة الشهر الماضى بمبلغ 1150 جنيهًا، بعد أن كانت فى العام الماضى وفى عز الصيف 450 أو 500 جنيه على الأكثر، وعندما تسلمت الفاتورة يوم 13 أغسطس «الشهر الماضى» أغلقت «التكييف» بالضبة والمفتاح، وأقسم لك «التكييف» فى الصالة وليس فى غرفة النوم، حيث افتحه لمدة ساعتين فقط «ساعة الذروة» للترطيب والتخفيف من حدة نيران حيطان الشقة ثم أغلقه خوفا من سداد مبلغ كبير، وأكتفى بالمروحة فى غرفة النوم، ورغم حرصى وبعد إغلاقه تماما قبل منتصف أغسطس الماضى صدمتنى الفاتورة بمبلغ «1664 جنيهًا» وكأننى فاتح شركة أو مول!
وكنت أتصبب عرقًا، وأهرب تحت المروحة أنا وأسرتى للتخفيف من وطأة النار والصهد والرطوبة المرتفعة، وأشعر أن أنفاسى يمكن أن تنقطع خلال نومى المتقطع لعدم الاستجابة للنوم بسبب الحر الشديد!
قلت له: لا تنسَ أن الزيادة على بعض الشرائح زادت الشهر الحالى، قال الزيادة ضربتنى فى الصميم قبل أن تطبق أصلًا وزادت بعدها حوالى خمسمائة جنيه! والكل يشتكى جيران وغيرهم من غول الفواتير!
قلت : ربما يكون هناك سرقة من عداد الكهرباء، قال: جاء متخصصون وكشفوا ووجدوا كل شىء على ما يرام.
والشهر الماضى انتويت عدم السداد وخشيت من الغرامة ودفعتها قهرًا بمساعدة «قريب لى»، والشهر الحالى جاءت 1664 جنيهًا وأتقاضى «معاشًا» بعد تقاعدى قدره 3222 جنيهًا.. أى أن الفاتورة تساوى تقريبا نصف معاشى، فكيف أعيش بقية الشهر؟ والمعاش أصلًا لو زاد 300 % لن يغطى النفقات الشهرية، وأفكر فى بيع التكييف حيث بات «ديكورًا» ولا أستفيد منه لا صيفًا ولا شتاء!
قلت :أنا مثلك تمامًا وأسير بنفس طريقتك فى الترشيد ودفعت نفس المبلغ تقريبًا، فبادرنى ممكن تتصل بوزير الكهرباء للنظر فى فاتورتى؟!
قلت له : لا وزير ولا حتى لو اتصلت بسكرتير عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش..! ياصديقى، فى النهاية الفيصل القراءة، ولا أحد يملك تخفيضها ولو مليمًا واحدًا طالما القراءة صحيحة والعداد سليم دون عطب.
قال الديون تتكالب عليّ خاصة السنوات الثلاث الماضية بسبب ارتفاع أسعار كل شىء، قلت له حاول تبيع شقتك وتسكن فى شقة أقل سعرًا وتستفيد بالفرق فى سداد ديونك ومواجهة الأسعار النارية التى احترق بها الجميع، قال شقتى إيجار قديم، استأجرتها فى منتصف التسعينات وبعت ما أملكه من 7 قراريط زراعية فى قريتى وقتها لاستئجارها، ولا أستطيع التصرف فيها الآن، ولا أملك أرضًا أو ميراثًا كنت تصرفت فيه لحل أزمتى، وليس أمامى سوى أن اشترى خيمة وأصبح ضمن اللاجئين.!
انتهى كلام الصديق «المسكين» وأخشى ألا يمنحه القدر رؤية فاتورة الكهرباء الشهر المقبل خوفا من جلطة–لا قدر الله- فلا يرى، أو يسمع، أو يتكلم.! حيث يُصاب باكتئاب كلما اقترب منتصف كل شهر ويشعر وقتها أن عزرائيل يقترب منه..!