خبير مصري استراتيجي يكشف أسرارًا جديدة في تفجير أجهزة “البيجر” لحزب الله
امتلأت مستشفيات لبنان بمئات المصابين جراء انفجارات غامضة ومفاجئة طالت آلاف أجهزة النداء المعروفة بـ”البيجر” التي يستعملها عناصر حزب الله في عدة مناطق لبنانية، ما أدى إلى إصابة نحو 3000 شخص ومقتل 13 آخرين.
و قال الخبير الإستراتيجي العميد سمير راغب في تصريحات لـ”العربية” مشهد تفجيرات أجهزة البيجر بشكل متزامن غير مسبوق، وسيتم تسجيله كسابقة في العمليات الاستخباراتية عالميا.
كما أكد الخبير المصري تورط إسرائيل في هذه العملية الأمنية، معتبرا أن الشركة التايوانية صاحبة العلامة التجارية للأجهزة المنفجرة، أو غيرها من الشركات يمكن أن يكون مالكوها إسرائيليين، بل قد تكون الأجهزة تم تصنيعها بشكل كامل في إسرائيل، وإرسالها ضمن شحنات أخرى إلى أي دولة ثانية، تقوم بدورها بتصديرها إلى لبنان سواء كان ذلك بعلم الدولة المرسلة للأجهزة أو دون علمها.
ورجح الخبير المصري المعروف سمير راغب، أن يكون التخطيط لهذه العملية بدأ يوم 8 أكتوبر من العام الماضي، أي منذ اليوم الأول لتدخل حزب الله في الصراع الدائر في غزة، إلا أن الأجهزة تم شحنها فعليا إلى لبنان قبل 5 أشهر فقط، وكانت إسرائيل تعد العدة لاختيار الوقت المناسب للبدء في العملية واستهداف أجهزة البيجر بشكل متزامن.
وأرجع الإصرار الإسرائيلي على توسيع الصراع في الجبهة الشمالية، إلى التململ الإسرائيلي الداخلي من تهجير مستوطني الشمال من منازلهم منذ بدء حرب غزة.
خلل
وأرجع الخبير الاستراتيجي هذا الهجوم إلى خلل استراتيجي كبير لدى حزب الله، حيث تقوم كل الجيوش في العالم بفحص أي أجهزة جديدة تتلقاها من الخارج على أيدي مهندسين متخصصين، لأنها قد تحوي أجهزة تنصت أو أجهزة تعمل على إعادة البث، أو غيرها من الأمور، إلا أن المشهد في لبنان بالأمس أكد العكس، ما شكل ثغرة كبيرة استغلتها الاستخبارات الإسرائيلية.
كما أكد راغب أن تلك التفجيرات تعتبر بداية توسيع الحرب في جبهة الشمال الإسرائيلي بشكل رسمي، وتعجيل لانفجار الأوضاع في المنطقة وتوسيع رقعة الصراع إقليميا، وهو ما حذرت منه مصر وعدد من الدول العربية منذ بداية الأزمة في السابع من أكتوبر الماضي.
و رأى الخبير راغب، أن حزب الله سيضطر إلى الردة، خصوصا بعد أن بدأ يفقد رجاله بأعداد كبيرة، إلا أنه توقع أن يكون الرد في إطار قواعد الاشتباك التي لا ترضي المناصرين له على الأرض.
كما توقع الخبير العسكري أن تكون هذه الضربة الأمنية الإسرائيلية لحزب الله بمثابة إرباك، استعدادا لضربة أكبر وشيكة على الضاحية الجنوبية، قد تكون جوية أو صاروخية، معتبرا أن بدء الصراع على جبهة لبنان مع إسرائيل سيؤثر على استكمال جهود التفاوض لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الرهائن والمحتجزين.
يشار إلى أن هذا الهجوم الدقيق باستخدام أدوات قديمة إلى حد كبير، مثّل نجاحاً كبيراً لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية بعد اغتيال الزعيم السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في نهاية يوليو الماضي في طهران.