الصحفي الإماراتي محمد يوسف يكتب: .. و«طاشت» الثانية
اختلفت «الحبكة» الفنية هذه المرة، بدأت الأحداث من الآخر، وعادوا من خلال «فن التشويق» إلى البداية بعد وضع المعلومات في إطار فني لا تجيده غير هوليوود!
بقي من الزمن 50 يوماً، والأيام حبلى، والتطورات للحالة العامة متلاحقة، والتوقيت متداخل ببعضه البعض، ليس هناك مواعيد ثابتة، والعروض مفتوحة، وما علينا إلا متابعة شاشات التلفزيون، وعدم مفارقة الهواتف النقالة، وكالات الأنباء مخزنة، وأجراسها مفعلة، ومواقع الأخبار سجلنا معها المتابعة، ولم نترك القنوات الكبرى في الدولة العظمى، و«الريموت» لا يبتعد عن متناول أيدينا، من «أيه بي سي» إلى «فوكس» و«سي إن إن» و«بلومبرغ» وغيرها من الأسماء، كلها حاضرة في «مركز الأخبار المنزلي» بعد الاستعانة بالتقنيات الحديثة، وفي بعض الأحيان بأجهزة وبرامج غير مقرصنة جعلت العالم كله ميسراً لنا!
أسرنا دونالد ترامب، غير سلوكنا، وبدل هواياتنا، واستحوذ على النسبة الأكبر من المشاهدات والمتابعات، فهو «بطل» هذه المرحلة، هو نقطة التركيز، وكامالا شبه غائبة، هي سعيدة بنتائج الاستطلاعات الصادرة عن وسائل إعلام منحازة للديمقراطيين، وصدقت بأنها تحتل المقدمة في «ماراثون» البيت الأبيض، ونحن «نبدع» في تصور الأحداث القادمة، فهذه ليست منافسة رياضية، ليست لاعباً ولاعبة في حلبة مصارعة ضيقة، وليست «رونالدو» أو «محمد صلاح» يجول ويصول في مستطيل أخضر، المرشحان ليسا إلا قطعتي لعبة رقعتها العالم كله، وعندما نقول العالم فهذا يعني القارة الأمريكية وما بعدها، وسواء كان «المتسلل» بملعب الغولف في منتجع ترامب فرداً مثل سابقه صاحب الرصاصة الأولى، أو كان عضواً في تنظيم متطرف، أو كان مرسلاً من «أجنبي» متآمر، هذا كله لا يهم، المهم أن الساحة متسعة – واللاعبون كثر – وأن الأحداث تتصاعد، وقد تعود كامالا هاريس إلى الأضواء وتكون قلب ما يستجد في الأيام القادمة، وقد لا تحتاج إلى مشهد مرعب ومخيف، ولا تتكرر معها مشاهد ترامب والرصاص الطائش!