المغربية سلوى الكنياري تكتب .. التلوث الكيميائي يهدد كوكبنا بشكل جنوني
المواد الكيميائية موجودة في كل مكان – فهي تحافظ على دقات عقارب ساعاتنا، وعلى تشغيل محركات سياراتنا.
كما أنها موجودة في التلوث الكيميائي التي نشتريها، والأغذية التي نأكلها، والملابس التي نرتديها.
وبطريقة أو بأخرى، تعتبر المواد الكيميائية مظاهر ملموسة لما أحرزه الإنسان من تقدم وتنمية بشرية وابتكار علمي وتكنولوجي وزراعي.
فاستخدام النيتروجين في الأسمدة يتيح للمزارعين زراعة كميات أكبر من المحاصيل الغذائية.
ومع انتشار الملوثات الكيميائية في جوانب متعددة من حياتنا اليومية، فقد وصلنا إلى نقطة يتم فيها اختبار الحدود التي يمكن لكوكبنا تحملها، حيث يتسبب الإفراط في استخدام بعض المواد الكيميائية في ضرر يتجاوز نفعها بكثير. وعندما يساء إدارة المواد الكيميائية السامة، فإنها تتسبب في عدد مثير للقلق من الوفيات المبكرة، وتلحق أضرارًا جسيمة بصحة الإنسان والكوكب على حد سواء .
ويؤكد الباحث ” ريتشارد دمانيا “أن التعرض للمواد الكيميائية السامة يؤدي إلى إعاقة متوسط العمر المتوقع، كما يؤثر على رفاهية الإنسان. ويشكل التلوث، إلى جانب تغير المناخ وفقدان الطبيعة، عقبةً رئيسية أمام إنهاء الفقر على كوكب صالح للعيش فيه.
ويشكل التلوث، إلى جانب تغير المناخ وفقدان الطبيعة، عقبة رئيسية أمام إنهاء الفقر على كوكب صالح للعيش فيه.
وفي المجتمعات المحلية التي تعاني من التلوث في أنحاء العالم، تكتنف التحديات الحياة اليومية.
فمدينة دلهي التي يبلغ عدد سكانها قرابة 33 مليونا تسجل باستمرار واحدا من أعلى مستويات تلوث الهواء في العالم. والتداعيات الاقتصادية الناجمة عن هذا التلوث على عاصمة الهند واسعة النطاق .
فالأسر تنخفض دخولها جراء أيام العمل المفقودة والنفقات الطبية. ومع انخفاض مستويات إنتاجية العمال تنخفض أرباح مؤسسات الأعمال المحلية، ومن ثم، تنخفض حصيلة الإيرادات الضريبية لدى حكومات المدن والولايات، الأمر الذي يُؤثِّر على ميزانيات السنة التالية لبناء المستشفيات وصيانتها، والنقل العام والبنية التحتية، وغيرها من الخدمات الأساسية.
وفي عام 2019، بلغت هذه الخسائر الاقتصادية 1.08% من إجمالي الناتج المحلي على مستوى ولاية دلهي.
باختصاء التلوث والمخاطر الكيميائية تهدد كوكبنا بشكل جنوني وتحتاج تكاتف الجهود من كل الدول للوصول لحلول ناجزة وحاسمة.. وللحديث بقية حول كيفية الحلول.
اقرأ أيضا : المغربية سلوى الكنياري تكتب .. الذكاء الاصطناعي ومواجهة غضب الطبيعة