الصحفي الإماراتي محمد يوسف يكتب : من ربح ومن خسر؟!
لن أخوض في تفاصيل كرة القدم، لن أمدح ولن أذم، سأكتفي بكتم المشاعر حتى لا أعلق في وحل قد لا أخرج منه!
سأذهب بعيداً إلى الولايات المتحدة، والجلسة الصباحية المشوقة، حيث لا نؤيد مرشحاً ضد آخر، ومهما قلنا عن الرئيس المقبل هناك لن يغضب منا أحد، فلا إظهار نقاط الضعف يعتبر عندهم تدخلاً في الشأن السياسي الأمريكي، ولا انتقاد طرف في أدائه وكلماته وتصرفاته يعتبر انحيازاً، والجيد في الأمر أن المرشحين المشاركين في المناظرة لا يخرجان بسجل أهداف تحسب لهذا أو ذاك، يتركان للتقييم السياسي من المحللين المتخصصين، أو التجاوب الشعبي من الجمهور، الذي يعتبر في منطق الانتخابات هو الحكم يوم الاقتراع.
نزعت النكهة من المناظرة، وأصبحت مثل القهوة دون كافيين، وافتقدنا ما كنا ننتظره من دونالد ترامب وكامالا هاريس، هما أرادا فرض قيود مشددة على قواعد اللقاء، وتحولا إلى نسخة مكبرة لطلاب المدارس في قاعة الامتحانات، لا تلتفت، ولا تحدث صوتاً، ولا تنظر إلى جارك، ولا تحمل أوراقاً، ولا تتحدث دون إذن من المراقب، وعندما يكون الضيف دونالد ترامب تكون القيود المفروضة تفريغاً للشخصية التي نعرفها من مضمونها، أما الضيفة الأخرى، والتي اشتهرت بعدم القدرة على الوقوف في مكان واحد لدقيقة كاملة، فقد تجمدت، وفقدت ميزتها في الابتسامة الدائمة والضحكات الرنانة، ولا ننسى الإشارات وحركات اليدين.
قيل إنها ضوابط طلبت من الطرفين، تمنع المقاطعة، ويحظر إدخال أوراق كتبت عليها ملاحظات مسبقة، والتزام بوقت محدد للإجابة عن كل سؤال، ولم نر الردح «على أصوله»، فقط سمعنا عبارات، ورأينا نظرات و«مط شفاه» أو هز رؤوس!
حملة ترامب أصدرت بياناً تعلن فيه تفوق مرشحها على مرشحة الحزب الديمقراطي، وحملة هاريس فخورة بمرشحتها، واعتبرتها متفوقة على خصمها في المناظرة، والحملتان تشبهان ذلك المعلق، الذي قال بعد إحدى مباريات مساء الثلاثاء «كنا الأفضل» رغم أن الفريق الذي يشجعه خسر المباراة!