الصحفي الإماراتي محمد يوسف يكتب: الرسالة واضحة
رسالة تقرأ من أولها إلى آخرها، موجهة إلى كل من يعنيه الأمر، ولا تحتاج إلى لغة لتفهم معانيها، لغة الإشارة تكفي حتى تعرف مقاصدها.
تلك هي رسالة رئيس أركان الجيش المصري، التي بعثت بها قيادة مصر، وتلقتها حكومة نتانياهو وجيشه والذين يقفون خلفهم، هناك قبالة محور فيلادلفيا، وفي مواجهة أطماع يمين عنصري متطرف، ورئيس وزراء يصعّد الأمور ليغطي على فشله الذريع في تحقيق أهداف أعلن عنها قبل 11 شهراً، وقاد حرباً ضروساً ضد ميليشيا حزبية مشتتة، وبحث عن مختطفين ليحررهم فشارك في قتلهم، هناك كانت الصورة أقوى من كل الكلمات، فمن يخالف العهود لا عهد له، ومن يتجاوز الاتفاقات يتم تجاوزه، ومن يصر على الاقتراب من الحدود المحرمة عليه يواجه بمن يردعه.
مصر لا يعبث معها، قلناها من قبل، ونقولها اليوم، ومن يريد أن يحقق مكاسب سياسية الأفضل له أن يبتعد عن مصر وأرضها وجيشها، ومن يريد أن يرضي حلفاءه عليه أن ينتبه إلى خطواته، ومن يعتمد على دولة كبرى ورئيسها ليتذكر أن تأييد الكبار غير ثابت، والرئيس راحل، وما يفعله وزير خارجيته ليس أكثر من اللعب في الوقت الضائع!
إذا كان نتانياهو لا يفهم لغة الإشارة، ولا يعرف اللغة العربية، عليه باللغة العبرية وبالخبراء والمترجمين، حتى يصل إلى حقيقة موقفه، فزيارة رئيس الأركان المصري إلى رفح والحدود مع غزة تأتي في اليوم التالي لبيانات واضحة العبارات ودقيقة المعاني، تلك التي صدرت الأربعاء من دول مجلس التعاون الخليجي ودول عربية أخرى، وفيها تأييد للموقف المصري في قضية محور فيلادلفيا، ورفض تام لحجج ساقها في خطاباته الأخيرة، وعدم قبول لسياسة التصعيد التي دأبت إسرائيل على اتباعها بهدف تحقيق مصالح ذاتية.
الرسالة واضحة، فحواها أن العبث مع مصر مرفوض، ومحور فيلادلفيا أرض فلسطينية وليست إسرائيلية، وعلى نتانياهو أن يحذر من ألاعيبه!