ماجدة صالح تكتب : حديث القبور
«الموت علينا حق».. لا جدال أن الموت هو حقيقة يتفق على وجودها جميع البشر، مهما اختلفت دياناتهم أو فلسفاتهم؛ حتى إن اختلفوا فى وجود حياة بعد الموت من عدمه مثل معتقدات الفراعنة، أو فى تفاصيل وأسباب الموت نفسه. ويرون أنه لا قوة ولا فلسفة ولا سلطة يمكن أن تمنع مجيء الموت لأنها الحقيقة المؤكدة والتى لا تدع مجالا للشك، أو تؤجل قدومه، أو حتى تخفِّف من وطأته، لأن «الموت عليهم حق»!!… «فكلنا هنموت»، ونعيش سكرات الموت لأنها هى اللحظات الأخيرة وربما الفترة الأخيرة من حياة الإنسان، فقد تكون دقائق وقد تكون ثوانى وقد تكون أيامًا، لا أحد يعرف بالضبط والله أعلى وأعلم.
أولا عزيزى القارئ حين أتحدث عن الموت فكلى ثقة بقضاء الله وقدره، ولا تتعجب، وإنى أجد متعة حول أحاديث القبور، والله لأذكر نفسى دائما بأننا على موعد مع «عزرائيل» ذلك الملك الذى يؤمر من الله.. واسمح لى أيضا أن أتمنى لك طول العمر وامتداد الحياة، واسمح لى أيضا أن أتمنى لك ولي، التمتع بروعة هذا الموت!. فهو الحقيقة الثابتة منذ نشأة الكون، وأدعوك مثلما أدعو نفسى أن تطلبه من الله فى صلاتك، وأن نقبل كل وسائل «الإماتة» التى يستخدمها الله فى حياتك لكى يرحمنا الله عندما تلتقى به أرواحنا التى تركت أجسادنا البالية، وهى التى كانت بيت الداء ووعاء لنا، عشنا ونعيش فى ذنوب من أجلها.
اقرأ أيضا : ماجدة صالح تكتب: دعوة للحياة ليتنا نعود يومآ !!
«الموت علينا حق» قد تسمعها من إنسان معزيا غيره، يلبس قناع الحزن ويحفظ أبجديات العزاء: «البقية فى حياتك»، كلنا لها»،»ما دايم إلا وجه الله»، أو قد تسمعها من إنسان متأثرا بالفعل، رافعًا نظره للسماء، ومعتبرا من مآسى الأرض، ليؤكد قائلا «إن الدنيا فانية، آدى الله وآدى حكمته، الموت علينا حق!».
ورغم صعوبة هذه الكلمات، كونها خاصة بأسوأ حادث وهو الموت، ورغم كونها أيضا لقمة سائغة فى ألسنة البشر وحوارات الشوارع… وفى مشهد الجنازات بصراحة قلبى يعتصر ألما على فراق الناس حتى ولو كانوا أغرابًا.. فكيف نكون فيمن قدر له الموت للمقربين لدينا «رحمتك يارب»، قلوبنا ضعيفة.. ينتابنى الفزع من لحظة إغلاق القبر وتسارع الناس لترك ميتهم. خارج القبر أحدهم يبكي، والآخر حزين وآخر هناك لا يُبالى.
magda_sale7@yahoo