الصحفي الإماراتي محمد يوسف يكتب : وبدأت اللعبة
تستعد كبريات شركات صناعة الأدوية لانتعاش جديد، فالبيانات الصادرة تمهد لها الطريق، وشكل الأرقام ذات التسعة أصفار تلمع أمام أعين «تجار البندقية»، فهذه فرصة يجب أن تستغل، تماماً كما استغلوا جائحة «كورونا»، وسجلوا أعلى النتائج في قوائم الأرباح، رغم أن اللقاحات والتطعيمات لم تكن متوفرة، ولكنهم وفروا المطلوب بعد أشهر قليلة، ادعوا بأنهم تعرفوا على فيروسات «كورونا»، وباعوا، وحاربوا بعضهم البعض، وفرضوا المنتج في دول معينة على الراغبين في زيارتهم، وبعد عامين بدأت محاكمهم تنظر في القضايا المرفوعة ضد شركات الأدوية بعد أن ثبتت مضار بعضها!
لم تنتظر تلك الشركات طويلاً، تحركت في اليوم التالي لإعلان منظمة الصحة العالمية قرارها باعتبارها «جدري القرود» حالة صحية طارئة عالمياً، في البداية قالت إن اللقاحات متوفرة، وهي فاعلة، فقد سبق وجربت قبل عقدين تقريباً ضد الوباء ذاته، وبعدها بيوم صرحوا بأن المتوفر حالياً لا يكفي، وقد تحتاج إلى أشهر عدة لتغطية الاحتياجات.
والهدف من ذلك دفع الدول الغنية إلى حجز كميات من المتوفر وما يمكن إنتاجه لاحقاً، فالكل يريد أن يتحصن، وتجربة «كورونا» علمت الجميع دروساً يجب ألا تتكرر، والأسماء الرنانة في عالم الأدوية أيضاً تعلمت أن إغراق العالم يعني إضافة مليارات إلى الدخل!
عالم الأوبئة والجوائح أصبح مثل أسواق الأسهم، من يمسك بالخيوط يطلق إشاعة، مجرد إشاعة، فيتراكض المضاربون ويثيروا الغبار، ويجنوا ما يجنون، وبعد أن تهدأ الأمور وتصفو الأجواء تنكشف الحقيقة، و«جدري القرود» حسب كل المعلومات الصادرة عالمياً وإفريقياً، مازال محصوراً في دولة أو اثنتين وسط إفريقيا، وانتشار بطيء جداً، والحالات التي اكتشفت خارج تلك المنطقة في الأيام الأخيرة لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، وربما لم تكن موجودة، ولكنها «إشاعة» من الذين يريدون لفكرة الوباء الجديد أن تنتشر حتى تمتلئ خزائنهم!