نسائم الجمعة .. تفسير الشيخ الشعراوي لـ بُكاء السماء والأرض – فيديو
يقول الله سبحانه وتعالى، حين أهلك قوم فرعون بسـم الله الرحمن الرحيم ( فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالأرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ ) صدق الله العظيم
وحين تعجب رجل من ابن عباس حين قال: إن الأرض تبكي على المؤمن أربعين صباحاً، فقلت له : أتبكي الأرض ؟
قال: أتعجب، وما للأرض لا تبكي على عبد كان يُعمرها بالركوع والسجود، وما للسماء لا تبكي على عبد كان لتكبيره وتسبيحه فيها كدوِي النحل .
وحين تُعمر مكانك وغرفتك بصلاة وذكر وتلاوة كتاب الله عز وجل هي ستبكي عليك يوم تفارقها قريباً أو بعيدا سيفقدك بيتك وغرفتك التي كنت تأوي إليها سنين عددا و ستفقدك عاجلًا أو آجلاً فهل تراها ستبكي عليك السماء والأرض ؟
وجاء في تفسير هذه الآية الكريمة للشيخ الشعراوي رحمه الله ( إن لكل شئ عاطفة، فهناك عاطفة للإنسان وهي دائمة بمعنى( محبة الأب والأم لأبنائهم عند الحاجة وعدم الحاجة إليهم” غريزة مستمرة عند الفقد حتى ولو كنت مش محتاج لأولادك “.
أما عاطفة الحيوان” مؤقتة” تظهر عند الحاجة فعندما يكبر الحيوان تقل العاطفة وتنتهي وقد يموت ابن الحيوان أمامه من كلب أو قطة وخلافه ولا يتأثر .
و للجماد أيضاً عاطفة خلقها الله لها، والدليل عندما خاطب سيدنا محمد صلً الله عليه وسلم جبل أحد وكأنه من العقلاء، عندما ارتجف الجبل يومًا، فقال له: (اثبُتْ أُحُد؛ فإن فوقَك نبيٌّ وصدِّيق وشهيدَينِ)
إذاً فهناك عاطفة للسماء وللأرض ولكل خطابه وكلامه الذي لايعرفه إلّا خالقهما، يبكيان على الانسان المنسجم معهما في قضية التوحيد إذا توفاه الله، حيث ينسجم الكون عامة مع الإنسان عندما يسبح ويذكر الله ، كما تنسجم الأرض والسماء ويحبوه لمحبته وقُربه من الله سبحانه وتعالى لأنه شبيه بهما يُسبح كما يسبحون، ويذكر الله كما يذكرون، فتحدث الألفة بين المكان والمكين وهو “الإنسان”.
شاهد الفيديو :