جمال هليل يكتب : باريس .. جرس انذار !!
انتهت دورة باريس الأولمبية بحصيلة ثلاث ميداليات لأبطالنا مقسمة بالتساوي ما بين الذهب والفضة و البرونز، وفى ثلاث ألعاب مختلفة السلاح والخماسي و الاثقال . وقد يتساءل البعض وأين باقي الأربع وعشرين رياضة التى شاركنا فيها ؟ لماذا لم نحقق ميداليات أخرى في الألعاب الفردية التى دائمًا ما تكون هي الأقرب للفوز فيها بالميداليات.
ولماذا حققت كرة القدم واليد نتائج أقل ما يقال عنه أنها أفضل من عشرين لعبة فردية ؟!!
أسئلة كثيرة سنبدأ في طرحها بعد أن انتهت المنافسات بحصيلة أقل بكثير مما وعدت به اللجنة الأولمبية ووزارة الشباب حيث كان الأمل في عشرة ميداليات.
لن أزايد في الفرحة بالثلاث ميداليات التي حققها أحمد الجندي في الخماسي وهو نجم الذهب الأوحد لدينا، ثم فضية سارة سمير نجمة الأثقال.. وبرونزية محمد السيد في السلاح.. ولن أقلل أيضاً من قيمة ما تحقق ويُحسب للجنة الأولمبية و الاتحادات واللاعبين الأبطال أنفسهم
ولكن سأطرح أسئلة قد تكون مفيدة … وأضعها أمام من سيسرد التقارير أو من يبحثها لتحديد نقاط القوة والضعف في اللاعب المصرى .. و طريقة الإعداد في الاتحادات خاصة للدورات الكبرى .. . سأطرح الأسئلة لتحديد مواطن الضعف أو القوة في اللاعب المصرى أو المنتخبات الجماعية المشاركة .. خاصة وأن الإعداد الجيد يحقق الإنجازات . بينما الإعداد غير المنظم وغير العلمي لا يحقق إلا الفشل… أولا .. ماذا توقعنا.. وماذا حققنا ؟ وما السبب ؟!!
منتخب الكرة رغم هزيمته المؤلمة بنصف دستة أهداف حقق أفضل مانتمناه كترتيب .. رغم أن ضياعا لميداليه كان مؤلما وبهزيمة سداسيه من فريق شقيق ،منتخب اليد قدم أداءً راقياً، وهزم من هو أقوى و أقدم منه، وحتى ابتعاده من تحقيق الميدالية كان بفارق هزيل من الأهداف … لكنه أبلى بلاءً حسناً ؟!
أما الطائرة فكانت خارج الخدمة .. وكذلك السباحة التوقيعية والعطس والطائرة الشاطئية .. كلها كانت مجرد تواجد لم يحقق حتى السمعة الطيبة للرياضة المصرية في المحفل الأولمبي .
ماذا حققت الألعاب الفردية التي يزيد عددها عن عشرين لعبة ومنتخب مصري في فرنسا ؟!!
العدد في الليمون كما يقول المثل .. ما حققناه ثلاث ميداليات في الخماسي والاثقال والسلاح فقط، بينما باقى اللعبات وبافي الأبطال كانواهناك للنزهة.!
الملاحظ أن من حقق الميداليات هم الأبطال أصحاب الخبرة القديمة أو أصحاب الميداليات من قبل أحمد الجندي اللاعب الذهبي .. وسارة سميرالنجمة الفضية التي طورت أدائها عن الدورة السابقة.
ثم محمد السيد بطل السلاح الذي افتتح طريق الميداليات والتتويج في باريس .. أما باقي المتنافسين من مصر و في شتى الألعاب . فمعظمهم كان دون المستوى .. أو ربما كان مهزوزًا نفسيًا ولم تحقق المطلوب .. وهذا يستدعى عمل المحللين النفسين لتحديد أسباب الاهتزاز أو عدم تحقيق أرقامهم السابقة .
صحيح أن لدنيا اثني عشرة لاعباً حققوا مراكز ما بين الرابع حتى الثامن في مختلف الألعاب وهؤلاء هم الذين يجب التركيز عليهم للدورة المقبلة مع تحديد برامج تدريب طويلة و احتكاك دولي مستمر حتى يعيش اللاعب في أجواء البطولات بصفة مستمرة ويعتاد عليها فتكون الدورة الأولمبية المقبلة مجرد بطولة سيلاقي فيها نفس المنافسين العالميين الذين لعب معهم بطولات لمدة أربع سنوات.
يبقى السؤال مطروحاً أمام اللجنة العلمية ولجان التحقيق والتدقيق و البحث العلمي الرياضي.. هل كل من يتأهل أولمبيًا يشارك في الدور المقبلة ؟!!
اختلف تماماً مع هذا القول : فليس كل من تأهل – سيحقق ميدالية ، ومن هنا نسأل تلك اللجان ووزير الشباب واللجنة الأولمبية ماذا تريد من المشاركة الأولمبية ؟!!
هل هي الميداليات أم الإعداد والتحضير و التجهيز لدورات قادمة ؟! وهل كل من يتأهل يملك صفات البطل الذي يمكن له مستقبلا أن يحقق لمصر ما لم يحققه من سبقوه ؟!
الأسئلة كثيرة ، لكن واجبنا أن نشير على كل من شارك و فاز .. وكل من حاول و لم يُوفق لأن الرياضة مكسب و خسارة والميداليات رزق من عند الله ، ولكن واجبنا هو الارشاد و التنبيه من الآن وحسن الاعداد و إصلاح أخطاء التي حدثت في باريس !!