استقبل دكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة، علي صبري وزير خارجية سريلانكا، وذلك بمقر وزارة الخارجية. وقد بدأت المباحثات بلقاء منفرد بين وزيرى الخارجية، أعقبه مباحثات موسعة بمشاركة وفدى البلدين، ثم مراسم توقيع اتفاقية تعاون فى مجال التدريب الدبلوماسى.
وصرح السفير أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي ومدير إدارة الدبلوماسية العامة بوزارة الخارجية والهجرة، أن اللقاء تناول مجمل العلاقات الثنائية المتميزة التي تجمع مصر وسريلانكا، وما شهدته من تطور ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، و توافق الوزيران على أهمية الحفاظ على وتيرة هذا التطور الإيجابي بما يعكس عمق العلاقات التاريخية بين البلدين. وقد ثمن د. عبد العاطي تفعيل آليات التعاون الثنائي بين البلدين مؤخراً، حيث عقدت الجولة الثانية للمشاورات السياسية على مستوى مساعدي وزير الخارجية في كولومبو في يوليو ٢٠٢٣، مؤكداً حرص مصر على انتظام واستدامة تلك الآليات. كما رحب سيادته بقيام الجانب السريلانكي بإعادة تشكيل جمعية الصداقة البرلمانية المصرية/السريلانكية في البرلمان السريلانكي، في أواخر العام الماضي.
وأضاف السفير أبو زيد، بأن وزير الخارجية د. عبد العاطي حرص خلال اللقاء على التأكيد على اهتمام الجانب المصري بتعزيز الاستثمارات السريلانكية في مصر، والاستفادة من الفرص الاستثمارية الواعدة القائمة على التصنيع والانتفاع من المزايا والمحفزات التي تقدمها مصر للمستثمرين الأجانب، بما ينعكس بصورة إيجابية على المسار التنموي للبلدين. كما ثمن سيادته اهتمام الشركات السريلانكية الكبرى العاملة في مجال الملابس الجاهزة بتعزيز استثماراتها في مصر مؤخراً، مشدداً علي حرص الجانب المصري علي تذليل كافة العقبات أمام المستثمرين الأجانب، ومنوهاً إلي أهمية استغلال هذا الزخم لزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين وإعادة إحياء مجلس رجال الأعمال المشترك.
أكد وزير خارجية سريلانكا على الأهمية القصوى التي يوليها القطاع الخاص السريلانكي لتعزيز استثماراته في مصر، وأشار الي وجود عدد كبيرة من مجالات الاستثمار الواعدة في مصر. كما أكد الوزير السريلانكي على اهتمام بلاده بتعزيز التعاون مع مصر في المجال الثقافي ومجال مكافحة الارهاب وعدد من المجالات الأخرى التي من شأنها دعم العلاقات المتميزة التي تجمع بين البلدين.
ونوه دكتور عبد العاطي إلى أهمية تعزيز التعاون في مجال السياحة والعمل علي زيادة وتيرة التبادل السياحي بين البلدين، تفعيلاً لمذكرة التفاهم المشتركة في هذا المجال، والتي تم التوقيع عليها عام ٢٠٠٨. كما تناول الوزيران سبل تعزيز الاستفادة من التجربة المصرية الرائدة في مجال تأهيل العاملين بالقطاع السياحي والأثري. من ناحية أخري، أعرب د. عبد العاطي عن استعداد مصر للتعاون مع سريلانكا في مجال مكافحة الإرهاب، منوهاً بالدور الريادي للأزهر الشريف في نشر الفكر الوسطي والمتسامح، وموكداً على ترحيب مصر بإيفاد أئمة ومدرسين من الأزهر الشريف إلى المدارس والمؤسسات الدينية السريلانكية.
وأردف المتحدث الرسمى، أن دكتور خالد العنانى، المصرى لمنصب مدير عام اليونسكو، قد شارك في جانب من المباحثات اتصالاً بترشيح سيادته، وهو الترشيح الذي يحظي بدعم الدول العربية والاتحاد الإفريقي، و اثني وزير الخارجية السريلانكي على قدرات المرشح المصري وإمكانيته ومؤهلاته العلمية، مشيراً في هذا الصدد الي أن تاريخ وحضارة مصر العريقة يؤهلها بجدارة للحصول على هذا المنصب الأممي الهام.
وحرص الوزير “صبري” خلال اللقاء علي الاستماع لتقييم الوزير د. عبد العاطي بشأن عدد من القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها الحرب الجارية في قطاع غزة، و استعرض السيد وزير الخارجية الجهود المصرية من أجل التوصل إلى اتفاق تهدئة بقطاع غزة، بالتنسيق مع قطر والولايات المتحدة، يفضي إلى وقف إطلاق نار مستدام، وإطلاق سراح الرهائن والمسجونين، بما في ذلك الاتصالات المكثفة التي تجريها مصر مع مختلف الشركاء الإقليميين والدوليين لضبط رد فعل أطراف الأزمة، تحسُباً لحدوث رد فعل غير محسوب ولمنع امتداد الصراع إلى مناطق أخرى. كما شدد وزير الخارجية على أهمية الحيلولة دون استمرار تفاقم الأزمة في قطاع غزة باعتبارها السبب الأساسي في تردي الأوضاع في المنطقة، وهو الأمر الذي يستوجب وقف نزيف الدم للشعب الفلسطيني الشقيق بصورة عاجلة، لا تحتمل التأجيل. كما استمع الوزير عبد العاطى إلى رؤية الوزير السريلانكي بشأن مستجدات الأوضاع في منطقة المحيط الهادي والجنوب الآسيوي، حيث استعرض الوزير “صبري” لأهم التطورات في هذا الصدد.
وفي نهاية المباحثات، توافق الوزيران على أهمية الحفاظ على وتيرة التواصل في متابعة برامج ومقترحات التعاون الثنائية، وتكثيف التشاور حول القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، كما قاما بالتوقيع على مذكرة تفاهم مشتركة بين المعهد الدبلوماسي المصري ونظيره السريلانكي لتعزيز التعاون والتنسيق بين الجانبين في مجال التدريب وبناء قدرات الكوادر الدبلوماسية في البلدين.