السفير مدحت القاضي يكتب .. ستارمر يحدد العلاقة بين الغرب والعرب والمسلمين
إذا أردت أن تعرف المعادلة العالمية للعلاقة بيننا وبين الغرب إقرأ هذا المقال لرئيس وزراء بريطانيا الجديد كير ستارمر
مقال بغاية الأهمية ..فهو اعترافات زعيم حزب العمال ورئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمر .. أدعو الجميع لقراءته بتمعن شديد لمعرفة كيف يفكر قادة الغرب الليبرالي والحداثة، في التعامل معانا نحن العرب والمسلمين .. هذا المقال المهم والخطير نشرته صحيفة ذا صن البريطانية العريقة>
——-
فيما يلي ترجمة نص المقال :
[] “علينا أن نكون صادقين مع أنفسنا، وواضحين في نفس الوقت حيال علاقتنا بالعالم العربي وا.لإ.سلا.مي، ونقول الحقيقة لأبنائنا حتى لا نتصادم معهم يوماً، أو أن يشعروا بالاضطراب الفكري ومتلازمة التناقضات النفسية، بين إيمانهم بالقيم الليبرالية واحتياجات أمننا القومي، والتي زادت من تناقضاتها ا.لثو.رة المعرفية وتقتية المعلومات ووسائل التواصل العابرة للقارات”.
[] “نحن خلافاتنا في الحقيقة ليست مع الشعوب ا.لإ.سلا.مية ولا الأنظمة الحاكمة، لأن الأنظمة تدور في فلكنا وتستمد بقاءها من جانبنا، وتنفذ سياساتنا التي تخدم الأمن القومي الغربي بغض النظر عن أمنها القومي”.
[] “إذن فأين تكمن حقيقة الأزمة في علاقاتنا بالعالم ا.لإ.سلا.مي ككل والعربي كونه مركز هذا العالم؟”.
[] “إن مشكلتنا الحقيقة تكمن في (ا.لإ.سلام ذاته ومع محمد نبي ا.لإ.سلا.م نفسه) لأنه دين حضاري يمتلك الإجابات التفصيلية لكل الأسئلة الوجودية والحضارية، وهو منافس عنيد للحضارة الغربية التي بدأت تفقد تألقها، بينما ا.لإ.سلا.م ومحمد يزداد تألقاً حتى داخل مجتمعاتنا الأوربية التي أتاحت لها القيم الليبرالية حرية التفكير، وأضعفت سٌلطة الكنيسة، وهذا التفكير الحُر المجرد قاد الكثير من النخب والشباب إلى اعتناق ا.لإ.سلا.م، لأنهم وجدوا فيه كل الإجابات عن احتياجاتهم النفسية والروحية والوجودية والإجتماعية التي أغرقتهم فيها حضارتنا المتناقضة”.
[] “نحن مشكلتنا الحقيقة مع ا.لإ.سلا.م نفسه، وستظل كذلك، لأنه ليس لنا إلا خيار مواجهة التدفق ا.لإ.سلا.مي والفكر ا.لإ.سلا.مي بشتى الطرق، لأن الخيار الآخر هو أن نعترف أن الإ.سلا.م دين الله الحق ودين يسوع وكل النبيين، وهذا سيقودنا إلى اعتناقه، حتى نصل إلى ملكوت الله في الدنيا وما بعد الحياة. وهذا سيعيدنا إلى المربع الأول في صراعات الدين والدولة في الفكر المسيحي، على أن هناك فرقاً شاسعاً بين ا.لإ.سلا.م وا.لمسيحية في تلك القضايا”.
[] “ليس لنا خيار سوى مقاومة ا.لإ.سلا.م، ولو أدى ذلك إلى تخلي بلداننا ومؤسساتنا عن القيم الليبرالية، وعلينا أن نسن القوانين التي تدفع ا.لمسلمين إلى مٌغادرة أوروبا، ولنا مثال في السويد التي تفرض قوانينها المثلية والشذوذ والإلحاد وهذا أكثر ما يدعو ا.لمسلمين إلى مٌغادرة أوروبا، أو الانصهار في حضارتها وفقدان إيمانهم با.لإسلا.م، وكذلك علينا أن نمنع الهجرة من العالم ا.لإ.سلا.مي إلى أو.ر.وبا وأمر.يكا ولو بالتعاون مع الدول ا.لإ.سلا.مية ونفتح المجال لهجرة الشعوب غير ا.لمسلمة”.
[] “ومن الجهة الأخرى يجب الاستمرار في دعم إ.سر.ا.ئيل مهما كانت إجراءاتها قاسية، حتى لا تسمح بإقامة نواة لنظام إ.سلا.مي في غز.ة يشجع الشعوب ا.لإ.سلا.مية على احتذاء التجربة، وممكن في هذا المجال الاستفادة من الدعم الكبير الذي تحظى به إ.سر.ا.ئيل من الدول العر.بية، التي تخاف من قيام أي نظام إ.سلا.مي أو ديمقراطي، وهذه نقطة ثالثة مهمة وهي دعم الأنظمة العربية ومؤسساتها وجيو.شها وأجهزتها المٌختلفة التي تمنع قيام أي نظام يستمد قيمه من تعاليم محمد ومن كتابه المقدس”.
[] “لا يهم إن كان ما نقوم به خطأ أو باطلًا أو شرعيًا أو غير شرعي، فهذه مسألة يجب أن تكون محسومة ونعمل عليها ومن خلالها، نحن أمام تحد كبير بين قيمنا الليبرالية وأمننا القومي، وهُما الآن قيمتان متناقضتان، وبين الزحف ا.لإ.سلا.مي المنبعث من كل مكان في العالم وكأنه بخار الماء الذي لا ندري من أين طلعت عليه الشمس، لا يجب أن نختبر صوابية وخطأ القيم ا.لإ.سلا.مية، لأن ذلك قد يقود أكثرنا إلى ا.لإ.سلا.م والقيم الدينية المحمدية، وفي نفس الوقت هناك حاجة إلى جرعات من المسيحية ولكن بصورة منضبطة لا تؤثر على إنجازات الحضارة الغربية، بهدف الحد من توغل ا.لإ.سلا.م إلى ديارنا”.
[] “نحن الآن بين خيارات متناقضة ومخيفة، لأن الاستمرار في خياراتنا الليبرالية يفقدنا الحصانة من الزحف ا.لإ.سلا.مي، والعودة إلى الكنيسة يهدم قيمنا الليبرالية ويؤثر على منجزاتنا الحضارية، وقد نشأت أجيال في الغرب لا تؤمن بالمسيح ولن تستطيع العودة إلى الكنيسة بعد رياح الانفتاح اللامحدودة”.
[] “ما أخشاه أن لا نجد أمامنا في المستقبل إلا خيارا واحداً، يتمثل في الدفع نحو قيام حر.ب كبرى، تحد من الحريات وتربك الحياة العامة وتشعل حر.و.ب غير منتهية في الدول ا.لإ.سلا.مية، وتفقد الإ.سلا.م مناخات السلام التي يتمدد من خلالها”.
[] “مالم نتدارك الأمر؛ فستملأ المساجد والمآذن أوروبا!، ويسيطر ا.لإ.سلا.ميو.ن في أي إنتخابات أوروبية على مقاعد البرلمان، وعلى الرأي العام، والاقتصاد، ثم يحكمون أوروبا بتعاليم ا.لإ.سلا.م”.
——-
(إنتهي نص المقال المنشور في ٨/١ في صحيفة ذا صن – ترجمة: لورا أدوارد)