الصحفي الإماراتي محمد يوسف يكتب .. كل الخيوط بيد السنوار
ما الذي حدث في اجتماعات قادة حماس «سكان المنتجع» الهاربين من غزة لانتخاب رئيس للحركة؟
يقال والعهدة على الراوي، والراوي طلب منّا كعادة المسربين عدم ذكر اسمه، ونحن مثل وكالات الأنباء الغربية أو صحافتهم عندما يستشهدون بثلاثة مصادر لا يسمونها، نقول لكم إننا تلقينا معلومات مؤكدة بأن مجلس شورى الإخوان بحركة حماس عقدوا اجتماعاً كان يفترض أن يكون صورياً، وهذه عادة انتخابية معتمدة عربياً، ففي الكواليس تعقد الصفقات، وفي الاجتماع يكون الإجماع!
ويكمل الراوي: إن مشعل وأبو مرزوق و«الشلة السعيدة» بدأت اجتماعها ببضع خطب عصماء، حول مناقب رئيس الحركة إسماعيل هنية، الذي اغتالته إسرائيل في طهران، وضرورة التماسك في ظل الظروف الحالية نتيجة العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، ولم ينسوا مشاريع السلام المطروحة على طاولات الاجتماعات السرية.
وأعلن أحد المتحدثين ترشيح اسم شخص لم نسمع عنه شيئاً من قبل، وبدأ النقاش حتى توصلوا إلى اتفاق على ذلك الاسم، وتجنباً للصدمة التي قد يحدثها اختيارهم كلفوا أحد الأعضاء بتسريب الاسم إلى الإعلام المتعاطف معهم، وحدث ذلك عصر الثلاثاء، ثم ساد الصمت.
ويضيف الراوي: أخذ مجلس الشورى استراحة قصيرة، ولكنها طالت، وشوهد أعضاء المجلس يتراكضون في الممرات، وجوههم محتقنة، وأجسادهم ترتجف، وكأن مصيبة قد حلت عليهم، وتنادى الجميع للاجتماع ومناقشة المستجدات، وقال أحدهم إنه تلقى اتصالاً هاتفياً من طرف يحيى السنوار، قائد الجناح العسكري في حماس، المخطط والمنفذ لهجوم السابع من أكتوبر، ومن يحتجز الرهائن، والموجود في غزة، ووضع السنوار مجلس الشورى أمام خيارين لا ثالث لهما.
ويختم الراوي روايته، أبلغ السنوار المجلس بأنه رئيس الحركة وقائدها السياسي والعسكري، وصاحب الكلمة الأولى والأخيرة، وعليهم أن يعلنوا ذلك الليلة، وإن لم يفعلوا سيعلن انفصال قيادة الداخل عن الخارج، أي سيعزلهم جميعاً.
وانتهت الرواية باستسلام «سكان المنتجع»، ووضع كل الخيوط في يد السنوار!