السفير مدحت القاضي يكتب .. خبايا وتفاصيل زيارة وفد أمريكي الي طهران سراً
وفق مصدر رفيع في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني لصحيفة الجريدة الكويتية في ٨/٤
[١] بوساطة عٌمانية زار وفد أميركي طهران سراً على متن طائرة خاصة غادرت من تركيا إلى مطار بيام بمدينة كرج غرب العاصمة الإيرانية.
[٢] وعقد الوفد اجتماعاً استمر لساعتين بين المسؤولين الإيرانيين في المطار الخاضع لإشراف الحرس الثوري قبل أن يعود إلى أنقرة.
[٣] ونقل الوفد رسائل تهدئة للجانب الإيراني وفق مصدر رفيع في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني نشرته صحيفة الجريدة الكويتية المملوكة للصحافي الكويتي محمد الصقر والتي سبق أن نقلت عدد من الأخبار من الداخل الإيراني.
[٤] وأضاف المصدر الإيراني أن الوفد الأمني الأميركي:
[١/٤] أكد للإيرانيين مجدداً أن الولايات المُتحدة لم تكن على علم بعملية إغتيال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية.
[٢/٤] وأن الرئيس جو بايدن مستاء جداً من التصرف المنفرد لنتنياهو.
[٣/٤] وأن الوفد ذكر أن إدارة بايدن ترغب في إجراء تغييرات أساسية وترسيم معادلات إقليمية جديدة تستبعد رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي قبل انتهاء ولايتها.
[٤/٤] ولفت إلى أن نتنياهو «يحاول الهروب إلى الأمام!.. وافتعال التصعيد بهدف جر المنطقة كلها إلى معركة شاملة».
[٥/٤] وأوضح المصدر أن الوفد أكد للإيرانيين أن نتنياهو كشف عن خطته لعدد من كبار مسؤولي اللوبيات الصهيونية خلال زيارته الأخيرة لواشنطن، إذ أطلعهم على اعتقاده بأنه آن الأوان لحرب كبرى.
وهو لا يعني فقط إسرائيل والولايات المُتحدة ضِد إيران وحلفائها، بل كل دول المنطقة ومن بينها الدول العربية والخليجية وتركيا ودول أفريقية.. وزعم نتنياهو أن اندلاع تلك المحرقة الكبرى سيجبر الجميع على الجلوس على طاولة واحدة للقبول بتسوية شاملة تتضمن «حق إسرائيل في الوجود والإعتراف بها من الجميع مقابل سلام شامل لكل الأطراف».
[٥] وذكر المصدر أن الأميركيين سرّبوا أجزاءً من خطة نتنياهو التي استعرضها مع قادة اللوبيات الصهيونية, إذ أخبرهم أنه يمكن خلال تلك الحرب تدمير كل البنى التحتية لدول المنطقة قبل الوصول إلى تسوية شاملة, يعقبها استفادة الشركات الأميركية من عملية إعادة الإعمار الكبيرة بالإضافة إلى إمكانية إجبار إيران على الخضوع للإرادة الأميركية أو «يتم مسحها من الوجود».
[٦] وبين المصدر للصحيفة أن الوفد أخبر الإيرانيين أن نتنياهو لم يسمع ما يعجبه في واشنطن، إذ أصر البيت الأبيض على أنه يريد وقف حرب غزة بشكل سريع وتهدئة شاملة بالمنطقة لكنه قام باغتيال هنية بهدف تفجير مفاوضات تبادل الأسرى والهدنة.
[٧] وقال المصدر إن الوفد أشار إلى أن الحكومة الأميركية ستكون مضطرة للدفاع مجدداً عن إسرائيل إذا هاجمتها إيران للثأر، مما سيمثل فٌرصة جديدة لنتنياهو للإفلات من الضغوط؛ وعليه فإن الولايات المُتحدة تأمل ألا تقع طهران في فخ رئيس الوزراء الإسرائيلي.
[٨] وتابع أن الجانب الأميركي جدد التأكيد أن واشنطن لا تريد حرباً مع طهران، وتسعى لحل الخلافات عبر القنوات الدبلوماسية، وتنتظر الرد بشأن مُقترح العودة إلى الإتفاق النووي.
[٩] وأوضح أن الوفد رأى أنه في حال قبلت طهران العودة إلى الإتفاق النووي؛ فإن ذلك سيمثل «ضربة موجعة» أكثر للائتلاف اليميني المتشدد في إسرائيل بشأن توجيه ضربة عسكرية، خصوصاً أن المرشحة الرئاسية الديموقراطية نائبة الرئيس الحالي “كامالا هاريس” تتقدم على منافسها الجمهوري “دونالد ترامب” المعروف بمواقفه الأكثر تشدداً تجاه إيران.
[١٠] وأوضح أن الأميركيين أكدوا استعدادهم لتعليق حزمة من العقوبات الإقتصادية؛ إذا قبلت إيران عدم مهاجمة تل أبيب؛ وإذا ما كان يمكن حصر القضية في حفظ ماء الوجه فإن الجانبين يمكن أن يتفقا على عملية منسقة تنزع فتيل الأزمة التي تهدد بتفجير المنطقة.
[١١] وزعم أن الوفد قدم لائحة تضمن «أسماء 10 عملاء للموساد» داخل إيران يعتقد الأميركيون أنهم متورطون في عملية الإغتيال بشكل مباشر أو غير مباشر، كمبادرة حسن نية ورداً على قيام إسرائيل بالضربة الصاعقة دون تنسيق مع واشنطن.
[١٢] في المٌقابل؛ رفض الجانب الإيراني إطلاع الأميركيين على أي خطط للرد الإنتقامي الواسع والمرتقب، وقال أنه سيرفع رسالتهم إلى القيادات العُليا لدراستها قبل الرد عليها.
[١٣] واختتم المصدر تصريحه بالإشارة إلى أن أجهزة التحقيقات اعتقلت نحو 30 من بينهم شخصيات أمنية رفيعة، بالإضافة إلى نحو 50 أجنبياً أغلبهم من الأفغانيين الذين دخلوا البلاد بشكل غير رسمي بشبهة التورط في العملية.