توبمنوعات

نسائم الجمعة .. بُكاء السماء والأرض

يقول الله سبحانه وتعالى حين أهلك قوم فرعون ” فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ ” .. صدق الله العظيم- سورة [الدخان: 29]

جاء في تفسير هذه الآية لـ (بن كثير) – رحمه الله – : أي : لم تكن لهم أعمال صالحة تصعد في أبواب السماء فتبكي على فقدهم، ولا لهم في الأرض بقاع عبدو الله فيها فقدتهم ؛ فلهذا استحقوا ألا ينظروا ولا يؤخروا لكفرهم وإجرامهم ، وعتوهم وعنادهم .

فخسران الأرض والسماء للأعمال الصالحة التي يقوم بها العبد في الأرض والتي كانت تصعد إلى السماء يجعلهما يبكيان حزنا على فقدنه ورحيله !

إن عملك الصالح وسجودك إلى الله وسعيك في الدنيا من أجل رضا المولى – عز وجل – ودعاؤك وأعمالك الصالحة التي تصعد إلى السماوات العُلى تكون سببا في بكاء السماء والأر ض على فقدانك

روى ابن جرير في تفسيره عن ابن عباس رضي الله عنه في هذه الآية :

أنّ رجلاً قال له : يا أبا العباس رأيت قول الله تعالى :  ” فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين ”

فهل تبكي السماء والأرض على أحد ..؟

فقال رضي الله عنه : نعم إنه ليس أحدٌ من الخلائق إلا وله باب في السماء منه ينزل رزقه ومنه يصعد عمله ، فإذا مات المؤمن وأغلق بابه من السماء الذي كان يصعد به عمله وينزل منه رزقه .. فقد بكى عليه ..!!

وإذا افتقده مُصلاه في الأرض التي كان يصلي فيها .. ويذكر الله عز وجل فيها .. بكت عليه ..!!

قال ابن عباس : إن الأرض تبكي على المؤمن أربعين صباحاً…

وعندما سئل سيدنا الإمام علي رضي الله عنه: أتبكي السماء والأرض؟ قال: نعم، إذا مات المؤمن بكى عليه موضعان: موضع في الأرض وموضع في السماء. أما موضعه في الأرض فموضعُ سجوده أو مُصلاّه، وأما موضعه في السماء فمصعد عمله ” فكأن هناك صحبة بين المكان والمكين فيه، بين المكان والإنسان المؤمن.

وبهذا نفهم { فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ ٱلسَّمَآءُ وَٱلأَرْضُ }  وكيف تبكي السماء على هلاك عدو الله فرعون بعد أنْ بارز الحق سبحانه وادَّعى أنه إله من دون الله؟

وقوله: { وَمَا كَانُواْ مُنظَرِينَ } يعني: مُؤخَّرين ومُؤجَّلين عن موعدهم الذي جعله الله نهاية لهم، لأن أجل الله إذا جاء لا يُؤخّر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى