د/ داليا البيلي تكتب .. أولمبياد باريس .. تعدٍ على جميع الأديان ورسل الله خط أحمر
الأولمبياد حدث عالمي يعتبر احتفاء بالتنوع الثقافي والأخلاقي للأمم بالإضافة للمنافسة بأخلاق رياضية نزيهة.
تتوجه فيه أنظار العالم أجمع وتتنافس فيه البلاد المضيفة وبخاصة في حفل الافتتاح والذي اعتدنا فيه أن يكون مبهرا في كل دورة أولمبياد.
وبالفعل كان حفل الافتتاح في باريس مبهرا بمعنى الكلمة ولكن هذا العام الانبهار كان بشكل عكسي سلبي لا يستوعبه العقل من جراءة مشاهد اثارت في نفوسنا كل مشاعر الاستنكار والغضب الشديد حيث ما تم فيه إساءة لكل معاني الحرية الإنسانية.
بالإضافة لما شهدناه من مظاهر ضد الفطرة التي خلقنا الله عليها فقد اثار غضبنا واستياءنا ما شهدناه من إساءة وتجرأ على رسول كريم مقدس في الدين الإسلامي والمسيحي على حد سواء، بل وايضا تشويه معجزة إلهية مقدسة ولشخصيات مؤمنة نصرت دين الله في عهد نبى الله عيسى ذكرت قصتها وخلدت في القرأن والإنجيل مما يعد تعديا صارخا على القيم الدينية والإنسانية.
و نبي الله عيسى عليه السلام هو من أولى العزم من الرسل و رمز للسلام والمحبة والتسامح والاساءة اليه هي تعدي على مشاعر مليارات المؤمنين حول العالم.
وتأكيدا لذلك فقد ترجم هذا الغضب ردود فعل غاضبة من مختلف الأطياف الدينية والثقافية التي تستنكر وتشجب هذا الفعل المشين معبرة عن شعورنا جميعا بالاستياء والمطالبة بالاعتذار الفوري عن هذا التصرف الغير مسئول وضرورة أن يتخذ المجتمع الدولي موقفا حازما يرفض ويدين كل أشكال الإساءة للأديان والرموز الدينية.
إن التعاليم الدينية تدعو الى التعايش السلمي والاحترام المتبادل بين الأديان كما أن القيم الأوليمبية بنيت على مبادئ التأخي والمحبة بين الشعوب بالإضافة الى أن من الأهداف الأممية للتنمية المستدامة 2030 والتي صاغتها الأمم المتحدة في عصرنا الحالي اهداف تعمل على السلام والعدل ومنها احترام حرية المعتقد الديني .
وبالتالي فإن ما حدث في أولمبياد باريس يتعارض مع كل هذه التعاليم والقيم والأهداف الدولية بل ويتعارض مع الفطرة البشرية السليمة.
ختاما :
ومن هذا المنطلق يجب أن نتحد جميعا برفض مثل هذه الأفعال والأفكار و محاولة فرضها وجعلها أمرا مسلما به والتي تهدف إلى الفرقة وبث الكراهية وإشاعة ما ينافي العقل والمنطق ويجب على الجهات المنظمة لأولمبياد باريس اتخاذ خطوات جادة فلا يكفي مجرد حذف الفيديو المشين من اليوتيوب بل تكون هذه الخطوات من خلال اعتذار رسمي عن هذه الإساءة والتي تمت في حدث الدولي شهده العالم كله وتداولته صفحات التواصل الأجتماعي مع ضمان عدم تكراره في المستقبل .
فالسبيل الأمثل لبناء عالم أكثر تفاهما هو تعزيز قيم المحبة والسلام في كل مناسبة سواء كانت رياضية أو ثقافية أو اجتماعية بعيدا عن الإساءة والكراهية .
فالسلام عليك يا نبي الله عيسى .. عليك السلام يا رسول الله وكلمته.
اقرأ أيضا : اتهامات لـ أولمبياد باريس بإهانة المسيح .. و الكنائس المصرية في أمريكا و كندا تنتفض