اللبناني وليد عماد يكتب .. الفرق بين التواضع والضعف
كثير من الناس يصلون إلى مراتب عالية في المجتمع، ويحققون الكثير من النجاحات والتميز في كثير من مجالات الحياة سواء كانت تلك النجاحات في مجال العمل أو العلم أو مجال التواصل والعلاقات الاجتماعية.
وهذه النجاحات وذلك التميز هو سلاح ذو حدين إما ان يوجهه الإنسان الناجح لما فيه خير له فيتواضع ويعلم أنّ ما وصل إليه كان بفضل الله عليه، أو أن يتكبر ويصير مغرورًا متعاميًا عن الناس وعندها سيحتقره المجتمع ولا يكترث لنجاحه لأن غروره وتكبره غطّى على النجاح.
إن التواضع خُلق إنساني نبيل كريم، وذلك لأن الإنسان المتواضع هو ذلك الذي يرى كل ما يقوم به وينجح بسيطاً ويمكن أن يكون هناك من هو أفضل منه وأعلى مرتبة.
وبذلك سيكون له فضل بين الناس المحيطين به وسيعلو شانه بينهم بسبب أخلاقه الفاضلة وتواضعه .
فالانسان المتواضع هو القدرة الحسنة والمثل الأعلى لكل الناس من حوله وهو الذي سيغير مفهوم النجاح والتميز لدى الكثير من الناس.
يمكن القول أن العلاقة بين التواضع والعقل علاقة متبادلة فلا بد للعاقل أن يكون متواضعاً ولا بد للمتواضع ان يكون عاقلاً.
بالتواضع يرتقي الإنسان وبه تعلو الأمم وترتفع فيكون العالم متواضعا بعلمه، والغني متواضع بملكه وأمواله والتاجر متواضع بذكائه التجاري. وكل واحد منهم يجود على الآخر بما فضله الله به عليهم.
وعندما تتحقق العدالة الإنسانية تتم الخيرات في الحياة.
يظن الكثير من الناس أن الإنسان عندما يتواضع بأخلاقه فإنه سيكون “ضعيف الشخصية “أمام الٱخرين ولكنه بالعكس إذا كان مغروراً سيخافه الناس، والحقيقة خلاف ذلك فالتواضع هو سمة العقلاء الذين يتصفون بالحكمة ورجاحة العقل.
التواضع هو قوة شخصية تُمكن الشخص من أن يكون صادقًا بشأن قدراته وحدوده دون الشعور بالحاجة إلى التفاخر أو التقليل من شأن الآخرين.
و الضعف هو الافتقار إلى الشخصية أو قوة الإرادة التي تجعل الشخص غير قادر على الدفاع عن نفسه أو تحقيق أهدافه، وفرق شاسع بين ضعيف لايملك القدرات وكلامه أكثر من أفعاله، وبين تواضع القوي الي يصنع الخير لنفسه وللمحيطين حوله دون شطجات أو نطحات..!!