كُتّاب وآراء

ماجده صالح  تكتب .. حكومة “مدبولي” الثانية .. أزمات أم أزمات؟!

ماجدة صالح

جاء التغير الوزاري الجديد في حكومة “مدبولي” الثانية مفاجئ للجميع ومختلفا، حيث يشمل تغيير ما يقرب من 20 حقيبة وزارية، وأيضا حركة المحافظين شملت تغيرات واسعة،  وشهد أيضا دمج وزارات واستحداث أخرى، وذلك في إطار توجيه الرئيس عبد الفتاح السيسي بتطوير السياسات الحكومية لمواكبة التحديات التي تواجه الدولة…الحقيقه أن “مدبولي” هو أطول من جلس على هذا المقعد منذ عام 1952، إذ لا زال يسبقه اليوم دكتور عاطف صدقى بطول 9 سنوات وشهرين..وده مش عيب خالص طالما هناك إرادة قويه ونيه صادقه في إحداث تغيير وإصلاح في كل القطاعات…وذاع صيت هذه الحكومةة في كل وسائل الإعلام  المرئية و المسموعة بأن لها برنامج عمل واسع ودقيق، يشمل 4 محاور أساسية تقوم على حماية الأمن، وبناء الإنسان المصري، وتحقيق اقتصاد تنافسي واستقرار سياسي يؤدي إلى التماسك الوطني والقومي.

أمل جديد يتطلع إليه الشارع المصري في حكومة “حرب” تواكب كل الأزمات سريعا، تعنى ضمان الأمن وتوفير الاستقرار وتشجيع الاستثمار، وتجنب الإفراط في الاقتراض الخارجي الذي زاد اشتعالا منذ عام  ٢٠٠١٦ والاعتماد على عطف البنك الدولي لمزيد من التمويل الأمر الذي أدى إلى زياده الدين الخارجي  الكارثه التي تضر بمستقبل الإقتصاد المصري خلال الأعوام القادمه، مع تجنب كل ما يهدد النمو الاقتصادى أو يفرغه من مضمونه الاجتماعى سواء بالإفراط فى فرض الضرائب أو عدم ترشيد الإنفاق الحكومى لأن هذين العنصرين هما سرطان التنمية فى أى مجتمع، ووضع خطط للطوارئ من خلال مجموعه من القوانين والإجراءات يتم اتخاذها عند حدوث أمر معين. و بالتخطيط المدروس لكل حدث أو عارض قد يعرض لها أثناء مسيرتها في تحقيق أهدافها.. الحقيقه أن مازالت الحكومة مصممة على الاهتمام بأنشطة اقتصادية غير ملحة، مثل الطرق والكباري ومشروع العاصمة الإدارية الجديدة،  وغيرها من الاستثمارات لمناطق سياحيه بلاشك انها تخدم شريحة كبيره من المجتمع وتشجع على المزيد من الاستثمار وفتح الأبواب لمصراعيها لرجال الأعمال، لكن أيضا هناك قطاعات حيوية تمس الأمن القومي المصري يجب ألا تهمل أبدا مثل الزراعة وإعادة فتح المصانع المغلقة ودعم الصناعة والتصدير، والاستثمارات المباشرة و َتشجيع المصانع الصغيره  وغيرها من المشاريع التي تخدم المواطن البسيط وقطاع الشباب..إصلاح الاقتصاد ومعالجة الأزمة المالية يتطلب إرادة قويه في حسن إدارة الموارد ومكافحة الفساد والتهرب الضريبي، وتنشيط الاستثمار وإعادة بناء القواعد الصناعية، والعمل على زيادة الموارد واستكمال وتعزيز برامج الحماية الاجتماعية، مثل برنامج “حياة كريمة” و”تكافل وكرامة” اللذين يهدفان لدعم الفقراء و الغلابه، وتخفيف وطأة غلاء الأسعار عن كاهلهم إلى حد كبير بعيدا عن الشعارات واستغلال وجشع التجار من خلال الضبطيه القضائيه والتفتيش، وإجراءات قانونيه رادعه لكل تاجر يتلاعب بالأسعار، للأسف كل ما نراه فوضى كبيره في معظم المحلات التجاريه الكبيره أو الصغيره، على شكل عصابات تأكل قوت الناس الغلابه بلا رحمه.

اهم تحديات الحكومه الجديده هو الحفاظ على مستوى حياه معبشيه كريمه متوازنه من خلال هيكلة منظومة الدعم وهو اهم اختبار تقع فيه كل الحقائب الوزاريه. ووصول الدعم لمستحقيه وتعزيز مسار الدولة في مد و َتنظيم شبكة الأمان الاجتماعي ومساندة الأسر الأكثر احتياجا في تحصين قدرتهم على مواجهة الظروف المعيشية الراهنه في مواجهة الغلاء المعيشي، ووغول ارتفاع الأسعار الذي لا يهدئ أبدا. والاختبار الأخر لحكومة “مدبولي” الجديده الحفاظ على محددات الأمن القومي المصري في ظل التحديات الإقليمية والدولية، خاصة ملف الحرب الإسرائيليه وتداعياتها على غزه وحماية الحدود من مؤامرات وغدر الأعداء.. والأيام القادمه سوف تنكشف قدرات الحكومه الجديده بعد الاستقرار علي وجوه ملامحها الجديدة التي سوف تبدأ الإفصاح عن نفسها بطريقة أكثر عملية خلال الأيام القادمة .. وربنا يستر!!. .

magda_sale7@yahoo.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى