كُتّاب وآراء

ماجدة صالح تكتب .. يوم في عمري

ماجدة صالح

في مرحلة ما، من العمر لن ترحب بمن ينتقص من قدرك و لن تتحمل من يستغلك و لن تجامل أحد ، و ستبتعد فور إحساسك بالضيق ، ستعرف متى تضع خط رجوع و لن تقع في الفخ مجدداً، ستسير أنت العلاقات و ستختار أنت من يستمر و من ينتهي، فما عاد هناك مجال لأشخاص خطأ، و لن تسمح أن يؤذيك أحد بكلمة فزمن التحمل قد ولّي…ولكن والله لم نستوعب الدرس فما زلنا ضعفاء أمام تقلبات الحياة.. وما نحن سوى أرواح عابرة..نسير في متاهات القدر، نسأل انفسنا: هل ظلمنا الزمن بما يكفي لننعزل عن الجميع..أم خذلنا الكل ولم نعد نثق بأحد، الحياة عندما تكشف أقنعة الناس، تكشفها بقسوة لدرجة أنك تحتاج وقتاً طويلاً لتستوعب بشاعة الوجوه التى تقاسمت معها الحلم..وتقاسمت معها الذكريات أيضا، نحن نتغير، تغيرنا الكلمات…تغيرنا المواقف. تغيرنا الأيام.، نحن مجرد ردة فعل لكل ما يحدث لنا في هذه الحياة..يالله كل الذين سقطوا مني ؛تمسكت بهم حتى أدمت أظافري راحت يدي، وقطعت لهم ألف تذكرة سماح وعودة، لكنهم لم يلاحظوا.. حتى قطعت..حتى سقطوا ولم أفلتهم .. وتبقى أجمل أمانينا فى الحياة، ألّا نخاف الغد وان نستمتع باليوم، أن نكون دومًا في مأمنِ من التفكير. أن تغفو اعيننا  دون  أرق، أن نكتب حروفُنا دون خوف، وأن نسير في طرقاتِ و ممراتّ الحياة..غير مبالين بخبر جديد نخشَى حدوثه..أن نُحب من يستحق و يُحبنا هو أكثر..و وأن ننسى من خذلنا دون أن نتألم لفراقه، و ألّا تبرد الأشياء الصادقة من القلوبِ و لا تَغيب والله لولا التغافل عن أشياء نعرفها،، ما طاب عيش ولا دامت مودات،، لكنه العيش والملح، ولأن الأصل غلاب لأولاد الأصول، ربما لم نكن الأفضل في حياة الآخرين ، لكننا والله كنا الأصدق إخلاصاً ووفاء ، كنا سنداً لكل من مر بنا وعاشرنا والأهم من ذلك كُنّا حقيقيون، لا تراهن على مكانتك فى قلب أحد،.. احمى نفسك من عناء التوقعات و حافظ على قلبك من أوجاع الخيبات.. و تأكد أنهم عابرون حتى و إن طالت مدة إقامتهم.

اللّهم يا مغير الأحوال غير حالنا إلى أحسن حال ، و سخر لنا من حظوظ الدنيا ما تعلم أنه خير لنا ، و اصرف عنا كل ما هو شر لنا… كل عام وأنا بخير.. بصحة وسلامة وراحة بال وربنا يحفظ ليّا أولادي قرة عيني وكل من يحبني في الله ، عام تتجدد فيه الأماني والسعادات، والضحكات والبشارات… أتمنى أن يزيل الله كل هم في قلبي ، كل عام والسكينة تعانق قلبي…أتمنى في يوم عيد ميلادي هذا أن يحاوطني الله دائماً بسور رحمته، وأن يرحمني برحمته الواسعة وأن يضع يده الحنونة دائماً في أموري، كي أشعر بالسعادة الدائمة… كل سنة والسرور في قلبي، والجمال في عيني، والخير على يدي..وأدعو الله أن يغفر لي ما مضى من عمري ويردني إليه ردّا جميلأ فيما تبقى لي من أنفاس على وجه الأرض…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى