صحةكُتّاب وآراء

عبداللطيف إسماعيل يكتب : رحلة البحث عن “فَوّار”.. الأسعار ارتفعت والأدوية اختفت

لا تستغرب أو تستعجب عزيزى القارىء .. فعنوان المقال مظبوط، وحقيقة واقعة لكنها حقيقة مرة ، فقد وصل الامر إلى “الفوار” للمرضى الذين لديهم زيادة فى الأملاح أوالنقرس غير متوافر بالصيداليات وهذا شىء عجيب.

فهذا الدواء ليس من أدوية الأمراض  المزمنة والصعبة عفانا الله وإياكم ، فهى ليست علاج للقلب أو الرئتين أو الكبد ، لكنه دواء يفترض أن يكون متوفرًا بل “مِرطْرطْ” فى الأجزاخانات

ليس هذا فقط بل هناك دواء الضغط “كونكور” المختفى تمامًا

ولأن الموضوع كان مثيرا ومستغربا بالنسبة لى وأنا استمتع لشكاوى الأقرباء والأصدقاء والأحباب لغياب الدواء ، قمت بالبحث بنفسى فى العديد من الصيداليات ، وإن كان بعض الأصدقاء طلبوا منى ألا أتعب نفسى فى البحث عن هذة الأدوية.

ولكننى رفضت كنوع من التحدي وتبرعت بالبحث لدى كل المعارف والأصدقاء ممن لهم علاقة بالصيداليات، لكن المفاجأة غير المتوقعة أننى فشلت فى الحصول حتى على شريط “كونكور” أو علبة “فوّار” من أى نوع .

وكانت الإجابات من الدكاترة أوممن يعملون بالصيداليات ، “أسفين مفيش “، وفوت بعد يومين ، واسأل بالتليفون أو ابعت واتس، وهنرد عليك .

قلت فى نفسى الله .. ايه ده بأة هو الموضوع وصل للدواء والناس تأن من الآلام معقول مش كفاية الأدوية رفعت النص وفى اللى تمنها زاد الضعف معقول أزمة الدواء مستفحلة لهذه الدرجة ، فقد أصبح الناس تقبل بأى دواء ولم تعد تسأل إذا كان الدواء هو نفسه الذى كتبه الطبيب أو الدواء البديل.

فقد أصبح البديل غير موجود أيضا والطوابير بالكوم والخناقات أمام صيدالية الإسعاف فى منطقة وسط القاهرة على مرأى ومسمع من الجميع ، والناس معذورة فهم فى حاجة ماسة للدواء .. والدواء غير متوفر ولا يعرف السبب الحقيقى وراء هذة الازمة واستفحالها بهذا الشكل ووصولها لهذة المرحلة واستمرارها

فهل يوجد مافيا للدواء أم هناك أباطرة يتحكمون فى سوق الدواء والمواد الخام التى  تستورد من الخارج ، بلاشك أن أسعار المادة الخام ارتفعت بسبب ارتفاع الدولار لكن مع ارتفاع الدولار ارتفعت أسعارالأدوية.

ومع ذلك ، تختفى العديد من الأدوية ومنها ما هو غير متوقع مثل “الفوار ” فهذا يدعو إلى القلق الشديد، لقد أصبحت اشفق على عم حمدي وهو يذهب إلى المسجد مشيًا على الأقدام متأثرًا بآلام النقرس التى بدأت تشتد عليه وليس بوسعنا إلا أن ندعو له بالشفاء حتى عم حسن طلب أن يستخدم الوصفات الشعبية تخفيفا لهذة الآلام مثل شرب مغلى البقدونس أو شربة الفاصوليا الخضراء كنوع من أنواع الطب البديل ..

ويبدو أن الناس سوف تذهب مجبرة إلى الطب البديل بعدما استفحلت أزمة الدواء بشكل لم يحدث من قبل ..

ولا أملك إلّا أن أقول يُفكها علينا ربنا .. والشافي هو الله….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى