نسائم الجمعة.. الصبر كِنز من كُنوز الخير .. ولا إيمان لمن لاصبر له
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلّ الله عليه وسلم قال: من يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحدٌ عطاءً خيرًا وأوسع من الصبر. “رواه البخاري ومسلم”.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم: ما من مصيبة تصيب المؤمن إلاَّ كفَّر الله بها عنه حتى الشوكة يُشَاكُها”.
ويقول إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ حسين آل الشيخ، من واجب المسلم الإيمان بجميع المقادير خيرها وشرها وكل ما يحدث هو بتقديره وعلمه قال تعالى (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ) .
وكشف خطيب المسجد النبوي عن أن المصائب التي تقع بالخلق تحمل من الحكم الربانية ما لا يكون على بال ولا تحيط به الأذهان ففيها من الحكم ما لا يحصى ومن المصالح ما لا يجارى وأن القدر كصفة للرب وأفعاله القائمة بذاته كلها خير محض.
و المسلم حين يصبر ويحتسب عندما يصاب بمصيبة فهو مبشر بأعلى الدرجات وأعلى المراتب قال جل من قائل ( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ، أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ).
وقال صلّ الله عليه وسلم ( عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا لمؤمن ان أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له).
وأوضح خطيب المسجد النبوي أنه كلما عظمت المصيبة عظم الأجر عند الله ففي الحديث ( أن عظم الجزاء مع عظم البلاء وأن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم فمن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط ).
وأضاف آل الشيخ ، أنه بالصبر والرضا بالقضاء والقدر تهون المصائب وتسعد النفوس وتطمئن القلوب مشيراً إلى أن من الحِكم في المصائب أن الله يكفر بها الذنوب ويرفع الدرجات، ففي الحديث ( ما يصيب المؤمن من شوكة فما فوقها إلا رفعه الله بها درجة أو حط بها عنه خطيئة ).
مبيناً أن الفوز أن يلقى العبد ربه وقد حُطّت عنه خطاياه قال صلّ الله عليه وسلم (مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حَزَن وَلاَ أَذًى وَلاَ غمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةُ يُشَاكُها إِلاَّ كفَّر اللَّه بهَا مِنْ خطَايَاه )
وحث إمام وخطيب المسجد النبوي المسلمين على الصبر على قضاء الله وقدره أنّ الله أعد للمؤمن الخير قال تعالى (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ ) وقال رسول الله صلّ الله عليه وسلم ( من يُرد اللهُ به خيراً يصب منه ) .
و الابتلاء بالمحن هو أعظم كاشف لحقيقة هذه الدنيا فهي سنة من سنن الربانية الجارية في هذه الحياة قال تعالى (وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ، وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ) .
و من رحمة الله تعالى على المؤمن حين تقع به المصائب أن يُعوض عنهم ففي الحديث عنْ أبي هُرَيْرةَ ، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّه (الشُّهَدَاءُ خَمسَةٌ: المَطعُونُ، وَالمبْطُونُ، والغَرِيقُ، وَصَاحبُ الهَدْم وَالشَّهيدُ في سبيل اللَّه ).
كلمات عن الصبر:
-قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: أفضل عيش أدركناه بالصبر، ولو أنّ الصبر كان من الرجال كان كريمًا.
-قال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: ألا إنّ الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، فإذا قُطع الرأس بار الجسم، ثم رفع صوته، فقال: إنّه لا إيمان لمن لا صبر له.
– قال الحسن البصري: الصبر كنز من كنوز الخير، لا يُعطيه الله إلا لعبد كريم عنده.
– قال عمر بن عبد العزيز: ما أنعم الله على عبد نعمة، فانتزعها منه، فحلّ مكانها الصبر، إلّا كان ما عوضه خيرًا مما انتزعه.
– الصبر صبران: صبر على ما تكره، وصبر على ما تُحب.
*الصّبرُ شجرةٌ جذورها مرة وثمارها شهية.
* بالصّبر واليقين تنال الإمامة في الدين.
*لا بد من الصّبر ليجتاز العابدون البلاء.