صبري حافظ يكتب .. من قتل رفعت؟!
توزعت الاتهامات فى الساعات الأخيرة حول المتسبب فى وفاة اللاعب الخلوق الدولى أحمد رفعت، وزاد من انتشارها واليقين بها، تصريح اللاعب قبل وفاته بأسبوع تقريبًا، اعترف خلالها بتعرضه لأزمات نفسية وأنه سيكشف عن المتسببين فيها عندما يحين الوقت المناسب.
وبات السؤال، من قتل رفعت؟ وجاءت إفاقته مدة شهرين تقريبًا قبل وفاته وبعد سقوطه 11 مارس الماضى فى أول أيام رمضان المبارك لتكشف المستور ومسببات «قاتلة» تعرض لها، ولو توفى فى السقوط الأول ربما مات وسره معه.
وإذا كان القهر والظلم وراء وفاة رفعت فالدرس الأول: عدم توجيه اتهامات لأحد قد يكون مظلومًا وتتسبب فى قتله وأنت لا تدري- كما قُتل رفعت- فتعيش حياة الحسرة وتأنيب ضمير، والقتل ليس سكينا أو رصاصة، فـ الكلمة أحيانًا «طلق نارى مميت» ودعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، تعمق أزمات نفسية وجسدية، وأحيانًا تقتل نفسًا حُرمتها أعظم عند الله -تعالى- من حرمة الكعبة، بل زوال الدنيا أهون عند الله من قتل المسلم، خاصة من متعهم الله بقلوب كقلوب الطير «مرهفة وحسّاسة».. وإياك أن تستغل خصومة سابقة وتصفية حسابات للنيل من المتهم، أو همزات حقد وغل تقفز وتتصاعد أوقات المصائب والأزمات،فقد يكون اختبارًا لك لمعرفة ما إذا كنت تتمتع بقلب سليم أو مريض.!
اقرأ أيضا : صبري حافظ يكتب .. حكومة إنقاذ .. والأعذار غير مقبولة
وثانى الدروس، أن المسئول أو غيره إذا تعرض لموقف وكان – صاحب القرار والأمر والنهى – عليه احتواء الموقف ويتذكر دون غرور مهما كان قويا بسلطانه ومركزه وموقعه فهناك يومًا سيُختص فيه من كل ظالم، والأيام دول وبين غمضة عين يُغير الله من حال إلى حالِ.
لكل هذا، توجيه اتهامات للبعض دون دليل «شىء مؤسف»، والنتائج التى ستسفر عنها التحقيقات قد تكون حُبلى بالمفاجآت، وقد تكون كسابقتها «ضد مجهول» المهم عدم تأخيرالعدالة فتأخيرها موت بطيء أكثر إيلامًا.
وتوقفت عند الدكتور المصرى العالمى مجدى يعقوب، حين قال: الزعل مرتبط بهرمونات الحزن، الكورتيزول والأدرينالين، عندما يزيد فى الدم بكميات مهولة، الضغط بِيعْلى، والسكر بيتضاعف، وحدوث اختلال فى ضربات القلب، وضيق فى الشرايين، ونزيف فى المخ وانسداد فى شرايين القلب، وضعف حاد فى عضلة القلب وهبوط رهيب فى الدورة الدموية ثم الموت.. معترفًا بأن العامل النفسى المتهم الأول فى الوفاة، له أسباب: فقدان القوة على حل المشاكل والإحساس بالإحباط والقهر، أو فقدان الأمل، أو القدرة على التحكم فى مشاعر الحزن.
أزمة رفعت كشفت الدور غير المرئى داخل الأندية فى ظل انشغال الإدارة بأدوار أخرى، «إدارة خاصة» تتابع من هم داخل «دائرة الأزمات» واحتوائهم واستفزاز موهبتهم وإخراجهم من أى كبوة مهما كان كتومًا أو انطوائيًا، كيف يتحول «المقهور» من سقوط إلى صعود، وخمول إلى طاقة، ومن قلب مكسور إلى مجبور، لجان تتطلب (فهم، وكاريزما، وقدرة على الاحتواء، وعِلم) وقبل ذلك الحفاظ على أسرار من يعانون من أزمات.. وهم عملة نادرة.. وقد لا تجدهم.!