جمال الزهيرى يكتب : ضجيج بلا طحن .. حول دورى ننفق عليه المليارات ولا يقدم بـ “خمسين جنيه كورة”!!
تواصلت بلا توقف على مدار اسابيع حرب البيانات والشجب والرفض والتشكيك فى الذمم والخوض فى الاعراض وقلة لامؤاخذة الأدب.. لإفساد الدورى او الغائه .. وتزامنت هذه الحرب مع انطلاق منافسات يورو ٢٠٢٤ فأخذت من اهتمام الناس الكثير من الوقت واضاعت عليهم فرصة المتابعة للبطولة الكروية الاهم بعد كأس العالم لنكتشف مع وصول البطولة لدور الثمانية اننا كنا نتابع خيط دخان فى حرب البيانات المحلية الكروية وان علينا ان نلحق انفسنا لمتابعة ماتبقى من البطولة الكبرى.
واكتشفنا كالعادة ان العملية كلها كانت عبارة عن ضجيج او جعجعة بلا طحن أو كثير من اللغط حول لا شيء أو جدل سفسطائى حول ايهما جاء الاول “البيضة ولا الفرخة” .. وقد شاركت فيه اندية كثيرة لاشعال الفتيل مع كل خطأ مقصود او حتى غير مقصود لحكم او لقرار من اتحاد الكرة ولكى تزداد الاثارة اصبح معتادا ان يسبق هذه القنابل الدخانية او يعقبها او الاثنين معا يعنى يسبقها ويعقبها ساعات من الضجيج بلا طحين فى الاستوديوهات والبرامج الرياضية من اشخاص اغلبهم لا يتغيرون ولايغيرون مواقفهم واراءهم لأنهم ببساطة “متعاقدون” لاحداث هذه الحالة من الضجيج كل ليلة دون رقيب او حسيب .. ولايجدون أحدا يحاسبهم واغلبهم الا من رحم ربى يعانون على مايبدو من مشاكل نفسية وكراهية شخصية لناد بعينه او أكثر او لشخص او اشخاص محددين. المحصلة النهائية ان الحكاية زادت عن حدها بشكل مرعب يجعل المتابعين يتأكدون أن الكلام والحديث اضعاف اضعاف الوقت الذى تستغرقه مباراة كرة قدم يشارك فيها نجوم يتقاضون الملايين من الجنيهات والدولارات ومع ذلك فالمنتج النهائى لها فى واقع الامر لايساوى “خمسين جنيه كورة”.
والحكاية ومافيها ان الساحة الرياضية المصرية شهدت خلال الاسابيع الاخيرة عشرات البيانات على كافة الاشكال من اغلب الاندية احتجاجا على عدم انتظام المسابقة واقامة مباريات فى الدور الثانى قبل مباريات فى الدور الاول بالاضافة لشكاوى كثيرة من الحكام وادائهم واحتجاجات على اداء حكام تقنية الفيديو المعروف باسم الڤار وهى التقنية التى تم اختراعها لمعاونة حكام الساحة فى تصويب قراراتهم طمعا فى ايجاد العدالة التحكيمية المنشودة فأصبحت هذه التقنية تتعرض لانتقادات ستجعل مسئولى الفيفا مطالبين بالبحث عن طرق اخرى لمراجعة الڤار نفسه وليته يعجب المنتقدين. ومع كل موقف حازم لأحد هذه الاندية نقول “خلاص كدة الدورى باظ” ولكن هيهات .. تعود الامور الى طبيعتها حتى يظهر بيان جديد من ناد جديد .. وتظهر المخاوف من جديد حول مصير الدورى وتندلع البيانات والنقاشات الساخنة بين مسئولى الاندية ومسئولى اتحاد الكرة ورابطة الاندية .. وفجأة تهدأ الامور كما حدث من قبل. وكانت الذروة قد تمثلت فى خناقة ميكالى المدير الفنى البرازيلى للمنتخب الاوليمبى الذى شكا من رفض بعض الاندية الكبرى مثل بيراميدز والاهلى التنازل له عن لاعبيها .. وكثر الجدل ثم انتهى فجأة كما بدأ فجأة “على مفيش” .. وكان الجدل يسير فى محورين الاول حق البرازيلى فى استدعاء لاعبيه الاصليين ممن تقل اعمارهم عن ٢٣ سنة وهذا حقه .. والثانى اللاعبون الثلاثة فوق السن الذين يحق له الاستعانة بهم بشرط موافقة الاندية .. وجميعنا يعلم ان كل مشاكل الكرة المصرية تترتب على عدم انتظام وتأخير مسابقة الدورى العام الذى مازالت مبارياته مستمرة حتى اليوم على مستوى العالم.. وان كل محاولات الحل ماهى الا محاولات للترقيع وليست حلولا نهائية.
دورى منتظم ياولاد الحلال
ورغم سوء المنتج المتمثل فى هذا الدورى غير المنتظم والملخبط الا اننى اتمنى الحفاظ عليه بحالته حتى ينتهى على خير بأى شكل .. واطالب اتحاد الكرة من الآن بأعادة النظر فى المنظومة بشكل عام ووضع تخطيط جديد للمسابقات اعتبارا من الموسم الجديد لاقامة دورى يبدأ وينتهى بشكل طبيعى كما يحدث فى كل دول العالم ودول المنطقة المحيطة بنا .. المهم ان يتم ذلك من الآن والا ننتظر للموسم الجديد حتى لايسرقنا الوقت ونقول “مالحقناش” .. الآن وليس غدا مطلوب حل لهذه المعضلة الكروية حتى لو أدى الامر للاستعانة بخبرات لجنة دولية من خلال مهمة مؤقتة.