أحمد زحام يكتب .. أنا في إعدادي
في واحدة من مسرحيات الطفل التي تقتحم مشكلة أصبح من الصعوبة حلها ، يتطرق إليها الكاتب المسرحي وليد كمال ، والمخرجة نادية الشويخ في عرض مسرحي ، أراه يقع تحت عنوان العروض التربوية التي نأمل تواجدها في حياتنا ، وحياة أطفالنا .. مسرحية ذات والرداء الأحمر .. على مسرح القاهرة للعرائس ، هذا النوع من المسرح المحبب لدى الأطفال .
فالقضية التي قدمها المؤلف هي واحدة من أهم القضايا التي تشغل الجميع خاصة الأسرة والمختصون ، تأتي تلك الخطوة لتحتل مكانة مهمة في رسالة الكاتب إلى جمهوره المشغول بالسوشيال ميديا، فلا يكاد يخلوا بيت فيه طفل بدءا من مرحلة الطفولة المبكرة مرورا بالمراحل العمرية الأكثر خطورة من تلك المشكلة التي تقلب حياتهم رأسا على عقب، بدأ من اللعب في الموبايل حتى الوقوع في فخ التواصل الإجتماعي مع الأصدقاء في العالم الإفتراضي.
والقضية هنا تلك البنت التي قامت وسائل التواصل الإجتماعي في تربيتها، ذات التي صدقت أنها كبرت عندما أصبحت في المرحلة الإعدادية ، وتقول قولتها : أنا في إعدادي ، ولأنها في اعدادي ترى انها اصبحت مستقلة .. كما أنها تختلف عن أقرانها في الشهرة، فلماذا لا تكون مشهورة، مثل طفلة الحكاية المشهورة ذات الرداء الأحمر ، كما أهدت لها جدتها رداءا أحمر مثلها مثل ذات الرداء الأحمر .
ومن هنا بدأت الحكاية ، قدمت نفسها متباهية بفستانها ،ولماذا لا تكون لها صفحة على الفيسبوك وتويتر، وتيك توك، وانستجرام، وويلز.. وغيرها من وسائل التواصل ؟ وتفعل مثل الآخرين الذين يحصلون على الثراء السريع دون أي مجهود، ودون أن يلتفتوا لمخاطر السوشيال ميديا، والأشرار الذين يتربصون للشباب والأطفال، لكنها لا تعي جيدا كيفية حماية حساباته ومعلوماته على الإنترنت، وهو ما يوقع البطلة ذات، الطفلة في المرحلة الإعدادية في المشكلات، حيث يحدث صراع بين بطلة المسرحية الطفلة “ذات” والتي تلعب دورها في الأداء الصوتي النجمة الشابة مايان السيد، مع الأداء التمثيلي لريم طارق ، وبين الأشرار الثلاثة في النص المسرحي، “غريب” ، والذي يتعقبها عبر السوشيال ميديا ويهددها بصور مصطنعة، و”دياب” الذي يريد سرقة موبايلها وسلسلتها الذهبية، و”عضمة” الذي يتعقبها ليخطفها.
كما يستعرض علاقة الأطفال بالكبار، حيث يرفض الأطفال التعليمات المباشرة من الأم والجدة ، ويعتبرون أنفسهم كبارا ويفهمون في كل شيء وقادرين على حماية أنفسهم من أية مخاطر .
أبدعت المخرجة نادية الشويخ في تنفيذ فكرة المستويات على خشبة المسرح بشكل متوازن ، فأضافت الخيال للرؤية البصرية للطفل دون تشتيت انتباهه ،أعجبني دقة الحوار وبساطته ، وتنوعه طبقا لثقافة كل شخصية داخل العرض ، كما أدهشتني ريم طارق بطلة العرض بأداء وروح قريبه من الأطفال .
كما أن الكاتب برع في تقديم قضية الهجرة الغير شرعية ، وعدم تواجد الأب لهجرته بحثا عن عمل الوطن ، ولم تستقيم الأمور إلا بعودته .. ومعنى الصداقة .. كثير من المعاني والقيم التي قدمها المؤلف ، فتحية له .
تحية للدكتور اسامة محمد علي مدير مسرح القاهرة للعرائس في حسن الاختيار .
اقرأ أيضا :
أحمد زحام يكتب .. يالها من فرحة
أحمد زحام يكتب .. ودارت الأيام