صبري حافظ يكتب .. حكومة إنقاذ .. والأعذار غير مقبولة
المساحة الزمنية بين تقديم الحكومة السابقة لاستقالتها 3 يونيو الماضي وتكليف الدكتور مصطفى مدبولي بتشكيل الحكومة الجديدة، وبين الاستقرار ثم الإعلان عن أسماء الحكومة الجديدة- والتي استغرقت شهرًا بالتمام والكمال، يكشف الصعوبات التي واجهت رئيس الوزراء في اختيار الأشخاص الذين سيحملون حقائب وزارية جديدة، خاصة أن البعض ممن وقع عليهم الاختيار ضمن التشكيل الوزاري الجديد اعتذر نظرا لصعوبة المرحلة المقبلة والتي تُعد الاختبار الأصعب ليس للحكومة الجديدة فقط وإنما لمصر كلها وعلى مدار تاريخها وسط أمواج صاخبة من الأزمات غير المسبوقة داخليا” وخارجيا حيث المخاطر” الجيوسياسية” المحيطة بنا.
الشخصيات التي كانت مرشحة واعتذرت تعرف بتفوقها العلمي وإنجازاتها على مختلف الأصعدة، ورغبتها في العمل عطفًا على فكرها ورؤيتها دون ضغوط أو فرض رؤى معينة تحِد من خُلاصة وعُصارة تفكيرها، لأن المحصلة والإنجاز في النهاية لن ترضى عنه، و فضلت الانسحاب لاسيما أن المنصب الوزاري بات عبئا لمن يُخلصون العمل ولا يسعون من وراءه لمنافع وزيادة الثروات والرصيد بالبنوك المحلية والأجنبية.!
الوزارة الجديدة تسابق الزمن لتعويض مافات، والضرب على الفساد والمفسدين، لاستعادة الكثير الضائع من سعر صرف، وتعويم وركام الإهمال والتراجع في دولاب العمل الحكومي المترهل والذي تراجعت معه البلاد وتخلفت عن دول مجاورة وبعيدة.
التحدي الأكبر في دور المجموعة الاقتصادية وكيفية استعادة الجنيه المصري لعافيته بعد أن أصابه المرض والهِرم وبات دون قيمة حقيقية، وتندر الكثيرون على ورقته “ذهبية اللون” التي ضاع رونقها وضيائها بفعل الانكسار والتذيل.
مجموعة اقتصادية تنحت في الصخر بحثا عن حلول مبتكرة، و عن علاج لأزمات الغاز والكهرباء والعلاج الجذري لمشاكل” عششت” وضربت بجذوروها في الأعماق .
وزراء يطرقون أبواب المنسيات من لاجئين احتلوا البلاد وحولوا أهلها إلى غرباء وضاعت الخصوصيات وحقوق المواطنة والحفاظ على السلالة والحالة المزاجية وانقطاع الكهرباء المتواصل بعيدًا عن تخفيف الأحمال والمسمى الجديد له “أعطال بسبب الضغط” نتاج الزيادة في الاستهلاك الكهربائي والذي وصل انقطاعه إلى 8 و10 ساعات في مناطق أخرى حسب الكثاقة السكانية لدرجة أن “المحولات ” اتحرق بعضها بسبب الضغط المتواصل.
حكومة تبحث عن حلول ناجزة لـ الأزمة السكانية و الوصول بنتائج ملموسة كل 6 شهور بخطط قابلة للتنفيذ و لجان تتابع إيجابيات وسلبيات كل مرحلة.
حكومة تعالج “سِمنة” الجهاز الإداري والذي تخطى الترهل وتحول لعبء لعدم تطويره ليصبح فاعلاً مثلما يحدث في الدول المتقدمة.
حكومة قادرة على إيجاد فرص عمل للشباب ” العاطل” والذي بات قنابل موقوتة لصعوبة وجود عمل يناسب إمكانياته وتسفيد من إبداعاته وجعله عضوًا فاعلاً ومنتجًا للمجتمع.
حكومة تتابع إنتاجية السلع “كما وكيفا “و أسعارها، بعد أن سُلبت أموال المواطن بفعل” مافيا” و ساهمت الحكومة في تعميق جُرح المواطن الغلبان لغياب الرقابة والمحاسبة طوال سنوات عجاف.
مشاكل كثيرة لاتكفي الزاوية لتناولها، ويبقى المواطن المصري حالمًا في حكومة ” إنقاذ” تنتشله من يم العوز والفقر وتعوض صبر سنوات خيرًا، وإلاّ فالقادم لايعلمه إلا علاّم الغيوب وهو سر الهروب من كرسي الوزارة!