صبري حافظ يكتب .. وماذا بعد أم المهازل؟
لم تكن مفاجأة الأحداث الدراماتيكية المتعاقبة الأيام والساعات الأخيرة، على خلفية مباراة الزمالك والمصرى، مقدمات كانت تشِى أن الأمور ستنفجر وكرة الثلج تتدحرج لتتخطى اتحاد الكرة والرابطة وتضرب سمعة الكرة المصرية داخليا وخارجيا.
سنوات نتمرغ فى «وحل» العك الكروى «إداريًا وفنيًا» والمجاملات والمحسوبية، ولا أحد يسمع صراخًا أو بكاءً، أو سلطات أعلى تتساءل ماذا يحدث للأجواء الكروية فى مصر وما السبب فى هذا الضجيج المؤلم وما الحلول؟
ولم يخطر ببال أحد يسأل نفسه فى لحظة مصارحة وصدق مع النفس، من المسئول عن الأزمات التى تضرب الكرة المصرية.
السبب عدم وجود الرجل المناسب فى المكان المناسب وما تعانيه مصر فى أغلب مواقعها تقدم أهل الثقة والمعارف والعلاقات على أهل الخبرة والدراية فحدثت فوضى وصدمات وهذيان وغليان هنا وهناك.
الإدارة ليست وجاهة وإطلالة جميلة، الإدارة فطنة وقدرة على الابتكار والحلول، وتوهج فكرى وتفرغ للعمل بإخلاص، وبالتوازى العدالة ومراعاة الله بعيدًا عن الانتماءات والألوان.
وإذا حدث خلل فى طرفى المعادلة «الفكر أو الرؤية والعدالة» فلا نجاح ولا تقدم، مهما كان تفوق أحد طرفيها.
وعندما تغيب الكفاءة والعدالة والقدرة على الاحتواء تصبح المصيبة مصيبتين، والأزمة تدخل نفقها المظلم، والهزيمة تتحول لانكسارات متتالية، والأمور تفلِت وتستعصى على الحل.
سنوات نفس الوجوه، ونفس الانكسارات، ونفس الكلام واللهجة والتعالى والتقليل من الآخر.
ووسط الأزمة والنار المشتعلة، يخرج المسئول وبدلًا من الرد بمنطق وعرض الموقف بهدوء، تخطى التبرير والمنطق وتجاوز فى حق نادٍ عريق كان يتمنى يوما أن يصافح رموزه العظماء، والأغرب العدالة المشروطة بأن تكون منافسًا، ووصل الاستفزار تصريحات هدفها «الشو» ونيل إشادة ممن يروق لهم هذا الهجوم فى الداخل والخارج، إلى تعيين حكام مباراة “أم الأزمات” فى مباراتى بدورة الترقى، إثارة وعدم إدراك أو تقدير للمسئولية، والموقع الذى يشغله.
وما يصيبك بحالة غثيان، أن البعض يحاول إنقاذ نفسه ويضحى بالآخرين من أجل مصلحته حين يتم عرض ترضية لـ الزمالك بإقالة المشرف على إدارة المسابقات ورئيس لجنة الحكام، رغم أنّ «القادة» وراء أزمة التحكيم فى اختيار بيريرا من ناحية، والإيعاز له بعدم تجميد حكام مباراة المصرى!
مشكلة اتحاد الكرة والرابطة الانتخابات، التى لا تأتى فى الأغلب بالأصلح والأكفأ خاصة فى دول العالم الثالث.
الانتخابات فى الدول النامية أشبه بترسيخ الديمقراطيات فى هذه الدول، وخطورتها مثل إعطاء طفل سلاحًا ليعبث به..!
حل أزمة اتحاد الكرة والرابطة ولجانها «التعيين» وليس الانتخاب، رغم معارضة ذلك للوائح الفيفا، وأغلب نجاحات الكرة المصرية «لجان مؤقتة» وكان أفضل فتراتها رئاسة عصام عبدالمنعم لجنة بـ«التعيين» فاختار الأكثر كفاءة فى كل الإدارات ورشح حسن شحاتة مدربا للمنتخب والذى حقق أفضل إنجاز كروى لمصر.
الكرة فى ملعب الوزير أشرف صبحى، وعليه تصحيح أوضاع كثيرة مغلوطة، رغم أنه لا يحبذ التدخل تقديرًا لاختيار «العمومية»، لكن انعدام الثقة بين الرابطة واتحاد الكرة من ناحية والأندية يجعل من الصعب استمرارها، والأفضل أن تعلن الرحيل حتى تنال بعض الاحترام المفقود.
اقرأ أيضا :
صبري حافظ يكتب .. مشهدان ينسفان الجبلاية نسفًا