اللبناني وليد عماد يكتب .. التضحية .. والأنانية
إذا دخلت الأنانية من الباب،خرجت السعادة من الشباك…
صحيح يجمعهم المكان……ولا تجمعهم المشاعر.
أنها بيوت تغيب بها التضحية ويغادرها الإيثار وتسكنها الٱثرة” حب النفس المفرط”
بيوت تعيسة وإن بدت متماسكة باردة وإن تصبب أصحابها عرقاً من فرط القيظ، موحشة رغم جلبة ساكينيها، مقفرة وإن كانوا أثرياء….غابت التضحية عن الكثير من بيوتنا فافتقدنا صورة جميلة لا بل رائعة.
ما أروع تلك الصورة التي تحطمت في بيوت كثيرة لا تعرف معنى التضحية فيها.
والتضحية متنوعة، قد تكون من أجل إعلاء كلمة الله سواء بقول الحق أو عمل مايرضيه وهي أعلى درجات التضحية ومايقابلها من مواجهات وصعاب لمن تختلف معهم في سبيل نصرة الحق، وقد تكون تضحية من أجل الأولاد والعائلة والأصحاب والأصدقاء، الخ.
وهي بمسمّاها العميق الراقي تساهم بشكل لا محدود ولا متناهي في التكافل والتماسك لكافة طبقات المجتمع، فقيرها وغنيّها، كبيرها وصغيرها.
التضحية تساعد على نصرة الدين، وإعلاء كلمة الحق، و التضحية تجعل القلب قنوعًا راضيًا وتحقق غنى النفس.
التضحية تجعل القلب والنفس معلقين بالآخرة، وتجعل الدنيا رخيصة بزخرفها ومفاتنها.
أين لنا بيوت تسكنها التضحية وتسري في دماء أربابها متدفقة قوية تجرف أمامها كل من يفسد هذه الدماء وخاصة الأنانية والطمع.
أين لنا من بيوت يلوثها غبار المادية؟
إن التضحية غائبة عن كثير من بيوتنا ليست قيمة واحدة أنها نسيج رائع من القيم منذ زمن بعيد كانت التضحية والعطاء من شيم الكرام وحسن خلق بين الناس.
فالتضحية هي أن تعلم بأنك تضحي وتفهم أبعاد هذه التضحية على نفسك وحياتك وأن تكون مدركاً ما يحدث حولك وتضحي برضا منك فتحدث الراحة النفس والبال والشعور بالطمأنينة لنيل رضا الخالق والعباد معا.
التضحية هي التخلي عن أمور تخصك، وهي جوهر المرؤة وهي التي تصنع السعادة فالإنجاز العظيم هو وليد التضحية.
وليس هناك عطاء دون تضحية.
اقرأ أيضا:
اللبناني وليد عماد يكتب .. الغرور والنهاية الحتمية