كُتّاب وآراء

ماجدة صالح تكتب .. “غرام الأفاعي” الباب الخلفي للمجتمع الدموي

ماجدة صالح

حينما تقرأ كلامًا قديمًا بينك وبين أحد في الماضي ستعرف كم أنّ الناس تتغير مع الزمن وأن المحبة تختفي وأن الوعود تُنسى، تعلمنا أن حتى العتاب لن يجدي نفعاً أبدآ ولن يكسب قلبآ لن يرد غائبآ ولن يحافظ على أحد بالقوة، فلا اكراه حتى في الوفاء بأخلاق الوعود و أدبيات الإنسانيه تعلمنا من هذا الزمان العجيب أن نرخي قبضتنا في كل شئ،وليرحل من يرحل.

وتمضي الأيام، وتأخذ معها أشياء كنا نظن أننا لا نستطيع أبداً العيش من دونها لكننا استطعنا واعتدنا غيابها وفراقهم …عفواً لقارئي الحسّاس على هذه المقدمة المزعجة.

جرائم قتل مروعة بدأت تنتشر في السنوات الأخيرة أدت إلى بداية ميلاد مجتمع دموي متوتر وفي حالة قلق دائم بسبب ودون سبب ، في مقال سابق ذكرت أسباب جوهريه عن مذابح الأزواج  ولأسباب تافهة عدم الرضا والقناعة بالعيشة ” الضنك” وتمرد كلاهما على الآخر الذي زاد من حالات الضجر والحالة المزاجية السيئة ، والتوتر العصبي بسبب الأعباء المعيشية المضطربة، كذلك حالة الجفاء التي سادت معظم البيوت المصرية، وتبادل الأدوار في تحمل المسئولية وضاع مفهوم الرعية، فطمست الهوية المصرية الأصيلة التي كانت معروفة منذ القدم الترابط و التماسك المتين، للأسف تهاوت كل هذه المعاني النبيلة وسقطت في بئر الحرمان.

جرائم دموية عجيبة بدأت تنتشر في السنوات الماضية أيضا أهم أسبابها “الحب القاتل ” ضحاياهم طلبة في  سنوات الزهور.. ” العشق والغيرة” من الدوافع القوية ورفض الفتيات ارتباطهن بشباب بعينهم  بسبب ضعف إمكانياتهم و الرغبة الجامحة لهن في تحقيق الثراء والحياة الفارهة وأطماع أخرى مرتبطة بطبيعة الحياة التي تحلم بها ، وترتبط بالشاب الذي يحقق لهن أمانيهن لتُصدم هي الأخرى بفارس الأحلام” طلع أكذوبة” فقير وبسيط ليس لديه القدرة على توفير حتى مسكن الزوجية ، فتبدأ الأزمة من خلال مواقف درامية عجيبة تفوق ممثلو الأوسكار لعبوا أدوار البطولة خلال منصات التواصل الاجتماعي حصدت ملايين المشاهدات..

بدأت بالطالبة “أمانى”  بكلية التربية الرياضية من محافظة المنوفية التي قُتلت باسم الحب على يد “أحمد”، الذي عثرت أجهزة الأمن على جثته على الطريق الزراعى منتحرا بنفس السلاح الذي أطلق به النار على أمانى.. وشاب يدعي “إسلام” قام بطعن “سلمى ” طالبة  الإعلام بأكاديمية الشروق بعد رفضها وأسرتها الارتباط به لسوء سلوكه وشذوذ أفكاره… وقضية “نيرة أشرف”  التي سقطت أمام العامه وفصل ” محمد” رأسها عن جسمها وأمام الحرم الجامعي لآداب المنصورة ، والتي  أصابت الرأي العام بالذهول ، ومازالت حديث “الميديا”  واحدة من أشهر القضايا التي وقعت بدافع  الغيرة وخلافات عاطفية بعد أن شعر أن حبيبته غدرت به وتركته..

لذلك كان سوء اختيار كلاهما للآخر سبب في شظايا التصادم لتنتهي العلاقه بالانهيار كشفت حقيقة العلاقة وعدم وجود حب اصلآ وانعدام التفاهم بل الغضب والصراخ والعنف وأخذ الحق بالقوة كان سيد الموقف

وهكذا نكتشف أخطر أسباب جرائم القتل بين العاشقين و الأزواج غالباً ما تكون اقتصادية مثل فقر الأسرة وعدم توافر الاحتياجات الأساسية للأسرة “فنجد البقاء للأقوى في عنف الحصول على لقمة العيش من بعضهم، كما أن سوء الاختيار لشريك الحياة وضعف الوازع الديني أيضا من المسببات… تقع المرأة أو الفتاة الضحية في النهايه إما قتيلة أو تنهي حياتها في دهاليز ساحات المحاكم وتشرد أطفالها.

فحاولي أن تحكمي على الرجل بطريقة أخرى غير الانبهار بذلاقة اللسان و المظهر الخادع ..وأقول ياسيدتي أو فتاتي حاولي أن تعرفي بفطرة المرأة و بصيرتها ما وراء الكلمات و ما وراء الثياب البراقه.. و رب رجل صامت يغلب عليه الحياء ، أكثر طيبة و أكثر حبا من رجل « دحلاب » و الرجولة ليست في جمال الوجه ، و لكنها أيضا ليست في الكلام و ذلاقة اللسان.. الرجولة في الصدق و الصراحة و الإحساس بالمسؤولية و تحمل الأعباء و مواجهة الحقيقة حتى لو كانت مريرة ..الرجولة أمانة و شرف و عمل ..و ليست سرقة و تبديدا و احتيالا ، اعتقد كان هيفرق معاها كثيرآ لو كانت اختارت صح لأنها بالطبع الخاسر الأكبر…

magda_sale7@yahoo

اقرأ أيضا:

ماجدة صالح تكتب .. الشيطان المحمول و مستنقع التواصل الاجتماعي

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى