اللبناني وليد عماد يكتب .. الغرور والنهاية الحتمية
يخلط كثير من الناس عن قصد أحياناً أو دون قصد في كثير من الأحيان بين الغرور والثقة بالنفس، وخصوصاً حين لا يستطيعون تحديد الفرق بينهما.
فالغرور ٱفة وخلق مذموم، يقود صاحبه الى التعالي عن الناس وأزدرائهم والتقليل من شأنهم، ويدفعه إلى اعتماد بأنه أفضل منهم جميعاً وأن لا أحد منهم قادر على أن يماثله أو يشابهه.
بينما الثقة في النفس هي خطة محمودة وصفة محببة ترفع من قدر صاحبها وتدفعه إلى حب الناس وإحسان التعامل معهم بصرف النظر عن مستواياتهم المادية أو الاجتماعية ليكسب في النهاية حب الجميع ومودتهم واحترامهم.
إنّ الثقة بالنفس ترفع الروح المعنوية وتدفع صاحبها إلى الأعمال الإيجابية دوماً وتجنبه التقاعس عن تحقيق أهدافه وٱماله وتجنبه الفوضى، أما الغرور ففيه مهلكة لنفس صاحبه فهو يدفعه دائماً الى تزكية نفسه اعتقاداً منه أنه الأفضل ويعيقه عن النجاح والتقدم فكثير من الناس يقعون فريسة الغرور الواهم.
فلنحرص جميعاً وبشكل دائم على التمييز بين الثقة بالنفس وبين الغرور حتى تحقيق النجاح في حياتنا والابتعاد عن الفشل.
هذا الشعور المرضي أثره السيئ على سلوك الشباب بما يجلبه عليهم من مآسِ أو نبذ اجتماعي خاصة في الزواج، حيث تتحول الحياة الأسرية إلى جحيم، وربما تنتهي إلى الفراق.
وكم هي حوادث السير بسبب الغرور الأعمى، بل قد يستولي الغرور على البعض فيخجل من الانتساب إلى أسرته، أو ذويه أو مدينته أو قريته، بل يتعالى على والديه عندما يرى نفسه أصبح بوضع اجتماعي جيد. وأكثر من يتصف باغترار الدنيا هم ضعفاء الإيمان والمخدوعون بمباهجها ومفاتنها، فيتناسون فناءها وزوالها، وما يعقبها من حياة أبدية خالدة.
انظر كيف يصور القرآن واقع الدنيا وغرورها، فيقول تعالى: “إنما الحياة الدنيا لَعِب ولهو وزينة وتفاخر بينكم، وتكاثر في الأموال والأولاد، كمثل غيث أعجب الكفّار نباته، ثم يهيج فتراه مصفرّاً، ثم يكون حُطاماً، وفي الآخرة عذاب شديد)، (الحديد:20)».