الدكتور أحمد رشدي يكتب .. نحن بحاجة لإصلاح وتهذيب وتقويم و وزارة للقيم والمواطنة
تأملت حال مصر المحروسة وشعبها العظيم في الآونة الأخيرة وتبين لي عدة مظاهر تحتاج لوقفة وتخطيط وقد يصل الأمر لإستحداث حقيبة وزارية تتولى هذا الملف الهام فالبداية كانت من شهر رمضان المعظم مروراً بعيد الفطر وصولاً للعشر من ذي الحجة وبرغم الأجواء الإيمانية والإبتهالات والشعائر الدينية التي تقام في هذه الأشهر الكريمة إلا أن أخلاقياتنا وسلوكياتنا تحتاج لإصلاح وتهذيب.
فالدولة توفر أماكن عامة وحدائق ومتنزهات وأماكن أثرية وسياحية عديدة للتنزه فلماذا نهملها ونترك فيها المهملات ونسيئ استخدامها وكأننا سنستخدمها للمرة الأخيرة فلابد أن يكون كل منا حريص على حسن استخدامها والحفاظ عليها فالدولة والقائمين عليها لن يستطيعوا أن يقوموا بكل هذا المجهود دون تكاتف من جميع أفراد الشعب ومن ضمن المظاهر السيئة التزاحم والتدافع بين المصلين في المساجد والساحات أثناء إقامة الصلوات بدلاً من الافساح ومراعاة الآخرين وأيضاً طريقة قيادتنا لعربات النقل والباصات وللسيارات والموتوسيكلات والوحش المستحدث التوكتوك بطريقة متهورة والتي تتسبب في العديد من الحوادث سواء للمارة أو فيما بينها فالقيادة أخلاق قبل أن تكون مهارة.
وفي مثل هذه الايام وفي ظل الازمة الاقتصادية التي تؤثر على العالم كله وتشعر العديد منا بالضيق فقد أصبح من الصعب الالتزام بالصيانات الدورية فمن منا يتحمل تكاليف اصلاح أضرار الحوادث.
ومن وجهة نظري المتواضعة أن المشكلة تكمن في ضعف وعي وثقافة العديد منا بقيمة الممتلكات والمرافق العامة والمتنزهات وحب الوطن فقد أصبح لدينا بنية تحتية تستحق الإحترام والتقدير ويحلم بأن يمتلك نصفها العديد من الدول فلماذا لا نشكر الله ونحافظ عليها وتكون فترات الأجواء الإيمانية وازع إيماني وديني لنا للتخلق بأفضل الأعمال والسلوكيات والتحضر وسيكون لنا الكثير من الأجر والثواب.
لذا لابد من إستحداث حقيبة وزارية تعمل على هذا الملف الهام لتستثمر في أطفالنا وشبابنا السلوكيات القويمة والأخلاق الحميدة وتزرع حب الوطن وقيمة تراب أراضيه في كل جانب من جوانب الحياة سواء في القطاع الرياضي أو الصحي أو الإجتماعي أو الفني ….إلخ، فكلكم راع وكلكم مسئول وكل راع مسئول عن رعيته.
وأوصي بالإهتمام الجيد بالمجال الرياضي واختيار الشخص المناسب في المكان المناسب فالمدرب أو الاداري يربي أجيال من خلال تدريباته ويتواجد معه اللاعبون واللاعبات أطول من فترة مكوثهم مع الأسرة أو بالمدرسة ويكون قدوة ومثل أعلى يحتذى به للعديد منهم، والبعثات الرياضية بها سفراء للوطن في شتى المحافل العالمية والدولية والإقليمية ولابد أن يكونوا خير سفراء وخير ممثلين لمصرنا الحبيبة ولا نسعى وراء الكم فقط بل لابد من الإهتمام الجيد بالكيف وغرز المبادئ والقيم الحميدة والروح الرياضية ونبذ التعصب والشغب وكل هذا سينعكس بالإيجاب والخير على الفرد والمجتمع.
ولابد أن ننتقي بعناية رؤساء البعثات فمن غير المعقول أو المنطق أن نختار رئيس بعثة سبق وأن أساء لوطنه أو أضر بمصالحها وسمعتها عن عمد فكيف سيكون حريص على مصالحها وشبابها الواعد ففاقد الشئ لا يعطيه.
وستتولى الوزارة المستحدثة عمل محاضرات تثقيفية وورش عمل لتنمية روح المواطنة لدى كل من العاملين في المجال الرياضي والبعثات الرياضية واللاعبين واللاعبات وإكسابهم القيم الوطنية والقومية وتوعيتهم بضرورة حب الوطن والانتماء له وتقدير الذات ولتوضيح الرسالة المحمولة على عاتقهم من خلال تمثيلهم لمصر بالخارج كسفراء للرياضة المصرية وتوحد وتعمم التجربة على كافة المجالات..
وكل عام ومصرنا الحبيبة وشعبها العظيم بألف خير وحفظكم الله من كل سوء ومكروه…
اقرأ أيضا:
أحمد رشدي يكتب .. دعم المدربين الوطنيين والبنية التحتية لتوفير ملايين الدولارات