الذكاء الاصطناعي يقفر بالجيش الإسرائيلي قفزات متقدمة .. ويكشف عن نوعية الحروب مستقبلا
حققت إسرائيل قفزة كبيرة في حروبها الحالية على جبهات عدة من خلال استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
إسرائيل استخدمت تقنيات الذكاء الاصطناعي للتعرف على الوجه في الحرب على غزة، فتعاون برنامج الذكاء الاصطناعي مع إسرائيل للتعرف على وجوه الغزاويين وجمع صورهم وأرشفتها لم يعد سراً، وساعد التطور في هذا المجال في مقتل المئات من قادة حماس وحزب الله طوال الشهور الماضية ومنذ بدء الحرب قبل 8 شهور، ولا يكاد يمر يوما دون اغتيال اسرائيل لقادة، من خلال التعرف على أماكنهم من خلال وسائل اتصال مختلفة وتحركاتهم وإصابتهم إصابات مباشرة ودقيقة تدعو للدهشة، ويكشف عن ثورات تكنولوجية في الحروب المقبلة.
و ظهر مقطع فيديو لمسؤول كبير في وكالة الاستخبارات الإلكترونية الإسرائيلية، الوحدة 8200، يتحدث العام الماضي، عن استخدام “مسحوق سحري” لآلية تساعد في تحديد أهداف حماس في غزة.
وأثارت اللقطات التي نشرت مؤخراً، تساؤلات حول دقة البيان الأخير بشأن استخدام الجيش الإسرائيلي للذكاء الاصطناعي من أجل تحديد هوية النشطاء أو التنبؤ بما إذا كان الشخص من الفصائل أم لا.
وكشف رئيس علوم البيانات والذكاء الاصطناعي في الوحدة 8200 – ويُدعى “العقيد يوآف”، إنه سيكشف عن مثال لإحدى الأدوات التي نستخدمها قبل أن يشرح كيف استخدم قسم الاستخبارات تقنيات التعلم الآلي في الهجوم الإسرائيلي على غزة في مايو 2021 بذريعة “العثور على إرهابيين جدد”، وفقا لصحيفة “الجارديان”.
وقال: “دعونا نقول إن لدينا بعض الإرهابيين الذين يشكلون مجموعة ولا نعرف سوى بعضهم.. من خلال ممارسة المسحوق السحري لعلم البيانات لدينا، يمكننا العثور على الباقي”، بحسب زعمه.
و تحمل الأوصاف الواردة في مقطع الفيديو للتكنولوجيا التي تستخدمها الوحدة 8200، أوجه تشابه مع ستة شهادات حديثة تتحدث عن استخدام الجيش الإسرائيلي فعلاً لأداة ذكاء اصطناعي تسمى “لافندر” أثناء هجومه على حماس.
وقال الشهود الستة إن قاعدة البيانات التي أنشأها الذكاء الاصطناعي قد استخدمت لمساعدة ضباط المخابرات المشاركين في حملة القصف في غزة، ما ساعد أيضاً على تحديد عشرات الآلاف من الأهداف المحتملة.
يشار إلى أن المرة الأولى التي ألمحت فيها إسرائيل لاستخدام الذكاء الاصطناعي في حربها على غزة، كانت في يناير الماضي، حين أكد المتحدث باسم الجيش، دانيال هاجاري، إلى أن القوات الإسرائيلية تعمل فوق الأرض وتحتها.
و أوضح مسؤول عسكري أن هذه التقنية تستخدم لإسقاط المسيرات الفلسطينية، كما تستعمل لرسم تصور أو خريطة للأنفاق التي حفرتها حماس تحت الأرض.
و نبه عدد من المراقبين والمحللين إلى أن الحرب في غزة أتاحت لإسرائيل استعمال العديد من تقنيات الذكاء الاصطناعي غير التعرف على الوجوه ومسح الأراضي، بعضها يتعلق بالأسلحة أيضاً والتقنيات العسكرية الجديدة.
وذكرت صحيفة الجارديان البريطانية نقلا عن مصادر وصفتها بالمطلعة أن إسرائيل اعتمدت في قصفها لغزة على قاعدة بيانات مدعومة بالذكاء الاصطناعي حددت 37 ألف هدف محتمل.
وأشارت الصحيفة إلى استخدام إسرائيل لنظام الذكاء الاصطناعي المسمى “لافندر” الذي سمح للمسؤولين العسكريين الإسرائيليين بقتل أعداد كبيرة من المدنيين الفلسطينيين، لا سيما خلال الأسابيع والأشهر الأولى من الحرب.
ليست الوحيدة
إسرائيل ليست الدولة الوحيدة التي تستكشف إمكانات الذكاء الاصطناعي في الحرب، ويقترن هذا البحث بزيادة التركيز على استخدام الأنظمة غير المأهولة، كما يرى العالم كثيرًا في أوكرانيا وأماكن أخرى، وفي هذا الفضاء، لم تعد المخاوف بشأن الروبوتات القاتلة مجرد خيال علمي.
وقال بيتر سينجر، خبير حرب المستقبل في مركز أبحاث New America، لـ BI: “تمامًا كما أصبح الذكاء الاصطناعي أكثر شيوعًا في عملنا وحياتنا الشخصية، كذلك في حروبنا”، موضحًا أننا “نعيش ثورة صناعية جديدة”. ومثلما حدث مع الميكنة الأخيرة، فإن عالمنا يتغير، للأفضل والأسوأ على حد سواء.
يتطور الذكاء الاصطناعي بشكل أسرع من الأدوات اللازمة لإبقائه تحت السيطرة، وقال الخبراء إن تقارير استخدام إسرائيل لـ لافندر تثير مجموعة من المخاوف التي كانت منذ فترة طويلة في قلب النقاش حول الذكاء الاصطناعي في الحروب المستقبلية.
وأعطت العديد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة وروسيا والصين، الأولوية لتنفيذ برامج الذكاء الاصطناعي في جيوشها، ويعد مشروع Maven الأمريكي، الذي خطى منذ عام 2017 خطوات كبيرة لمساعدة القوات على الأرض من خلال غربلة كميات هائلة من البيانات الواردة، مجرد مثال واحد، ومع ذلك، فقد تطورت التكنولوجيا في كثير من الأحيان بوتيرة أسرع مما تستطيع الحكومات مواكبته.