صبري حافظ يكتب .. حسام حسن .. والمجهول
لست متشائمًا كثيرًا مع قيادة حسام حسن للمنتخب الوطنى رغم التحفظ على الأداء فى مباراتى بوركينا فاسو و غينيا بيساو، فقد حقق المطلوب وهو الفوز فى الأولى بهدفين مقابل هدف بستاد القاهرة، والتعادل خارج الملعب فى الثانية بهدف لكل فريق، والمباراتان بداية مشواره الرسمى مع المنتخب.
صحيح منتخب بوركينا ليس بالمستوى المعروف وهو المرشح للمنافسة بقوة مع منتخب مصر على بطاقة التأهل، تعادل فى الجولة الأولى بملعبه أمام غينيا بيساو، وتراجع للمركز الثالث فى ترتيب المجموعة، بعد أن فشل فى الحفاظ على تقدمه بثنائية نظيفة فى الشوط الأول على سيراليون فى العاصمة المالية « بماكو» بالجولة الرابعة، وتعادلت سيراليون فى الشوط الثانى وقبل نهاية المباراة بـ8 دقائق، ليهدر الخيول 4 نقاط أمام غينيا بيساو وسيراليون رغم الفارق الفنى.
معطيات تكشف الطريق السهل لمصر نحو مونديال 2026، وحتى لو الخيول فى قوتها كانت حظوظنا أفضل فنيا، والسؤال إذا كان الطريق ممهدا للمونديال وفارق النقاط الأربعة مع أقرب منافسينا «غينيا بيساو» تمنح المنتخب قوة دفع نحو تحقيق الهدف المونديالي، فما هى أسباب هجوم البعض والنيل منه؟
هناك أسباب تحدث عنها «حسام» بصراحته، فتعرض لهجوم عنيف وردود أفعال بالشارع الكروى، عندما قال الدورى المصرى لا يفرز لاعبًا شاملًا بكل ما تعنيه الكلمة دفاعا وهجوما، ولو أقيمت مسابقة بهذا الشكل عشرات السنين لن تفرز لاعبًا دوليًا موهوبًا فى جميع الخطوط إلّا إذا لعبت الصدفة لعبتها بمهارة خاصة وقوة دفع ذاتية وهى صدفة بخيلة لا تعطى بغزارة وتقتصر على لاعبين أو ثلاثة على الأكثر.
حسام، يحلم بمجموعة لاعبين مثلما رأينا المغرب فى مونديال قطر، ولم يكن مصادفة الوصول للمربع الذهبى كأول منتخب عربى وأفريقى يحقق الإنجاز، بفضل احتراف مميز خارجي، وإدارة محترفة، ودورى مغربى يُعول فيه وليد الركراكى مدرب المغرب على 3 أو 4 لدعم المجموعة المحترفة.
وما صرّح به حسام حسن لا يختلف عمّا قاله البرتغالى كارلوس كيروش عندما أكد فى مناسبات عديدة أن اللاعب المصرى لا يعرف التمركز الجيد فى مركزه ومهامه وأبسط قواعد اللعبة الاستلام والتسلم، منتقدا الدورى ومدربى المسابقة وكل المنظومة، ولم يجرؤ أحد على نقده، والجميع صدّق على كلامه.
لسان حال حسام بعد هوجة الانتقادات سعيه نحو استغلال الموجود ليس من أجل التأهل المحسوم، ولكن للوصول فى كأس العالم لأبعد نقطة حتى لدور الثمانية كأفضل 8 منتخبات فى العالم، وهى مهمة لا تأتى بالأمانى، أو تكثيف تدريبات، هى قدرات وإمكانيات قبل فكر المدرب، وزرع الروح القتالية فى اللاعبين، ومحاولة الدفع بمحترفينا فى أكبر أندية أوروبية، والحاليون يتم تطوير أدائهم نحو المنافسة العالمية وليس القارية فقط.
حسام، عليه ألا ينصت كثيرا لمعارضيه ومن ينالون منه نقدا لاذعًا وصل إلى التجريح فى أمور شخصية تُغضب أى شخص مهما كانت قوة تحمله، ولا أعرف سر الهجوم عليه – حتى لو دون المستوى كمدرب- قبل اللقاء المصيرى بسويعات، مواقف لا تتناسب مع قدر الرجال الكبار «سِنًّا وقيمة» والمهنة الواحدة، والأيام المباركة التى نعيشها وتصفو بالنفس والروح.