د.داليا البيلي تكتب .. في يوم الاعتماد العالمي .. تمكين الغد وبناء المستقبل الأخضر لمصر
يطل علينا في التاسع من يونيو في كل عام اليوم العالمي للاعتماد حاملا معه رسائل لرفع الوعي بأهمية الاعتماد في كافة المجالات وبخاصة في حماية البيئة والتي أصبحت من التحديات المهمة التي تواجه العالم.
حيث يلعب الاعتماد دورًا حيويًا في تعزيز المعايير البيئية وضمان الالتزام بها ،مما يساهم في الحفاظ على البيئة وتحقيق التنمية المستدامة
وفي كل عام يتم تحديد شعار للعمل عليه واتفق ان يكون شعار اليوم العالمي للاعتماد 2024 هو
(تمكين الغد وبناء المستقبل)
وفي هذا المقال سيتم التركيز على المحور البيئي للاعتماد ودوره الفعال في حماية البيئة وأهم الممارسات التي أثر فيها الاعتماد على حماية البيئة في مصر
يُعد الاعتماد أداة أساسية لضمان أن المنتجات والخدمات تلبي المعايير البيئية المحددة. من خلال عمليات التفتيش والمراجعة والاختبار، حيث يضمن الاعتماد أن الشركات والمؤسسات تلتزم باللوائح البيئية، مما يقلل من الأضرار البيئية ويعزز الاستدامة.
حيث تشمل تشمل الفوائد الرئيسية للاعتماد البيئي :
- تحسين الجودة البيئية من خلال ضمان الالتزام بالمعايير البيئية حيث تضع معايير الاعتماد البيئية الدولية المختلفة مثل ISO14001 , LEED , EMAS وغيرها من المعايير الوطنية والإقليمية الخاصة بكل بلد إطارًا مُلزمًا للمنظمات لضمان ممارساتها الصديقة للبيئة، من خلال تقليل الانبعاثات، واستخدام الموارد بكفاءة، وإدارة النفايات بشكل مستدام.
- تحفيز الابتكار المستدام في مجال التكنولوجيا الخضراء لمساهمة برامج الاعتماد على تطوير تقنيات جديدة صديقة للبيئة، مثل أنظمة الطاقة المتجددة وحلول إعادة التدوير، مما يُساهم في خفض التلوث وتحسين كفاءة الاستهلاك.
- رفع مستوى الوعي البيئي: تُعزز شهادات الاعتماد البيئية ثقافة الاستهلاك المستدام، من خلال زيادة وعي المستهلكين والشركات بأهمية حماية البيئة، ودفعهم لاتخاذ خيارات صديقة للبيئة.
ومن هنا ولحرص الدولة المصرية على دعم البنية التحتية للجودة ومواكبة التحولات التقنية والعلمية والبيئية التي يعيشها العالم تقوم هيئات الاعتماد في مصر مدفوعة بسياسات حكومية وفي ضوء الرؤية الاستراتيجية للدولة المصرية 2035 بتعزيز الممارسات البيئية المستدامة والالتزام بتطبيق المعايير البيئية الازمة لمختلف المجالات، مثال ذلك :
- الطاقة المتجددة: ساهم الاعتماد في تعزيز مشاريع الطاقة المتجددة في مصر، مثل مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. من خلال ضمان أن هذه المشاريع تلتزم بالمعايير البيئية، يتم تقليل التأثير السلبي على البيئة ونتيجة لتلك الجهود تقدم ترتيب مصر في مؤشر جاذبية الدول في قطاع الطاقة المتجددة لتصبح في الترتيب 19 عام 2022 عالميا والثاني عربيا من اجمالي 40 دولة حسب مؤشر ارنست اند يونج حيث تستهدف مصر الوصول في حصة الطاقة المتجددة من مزيج الطاقة نحو 42% مما يظهر دور الدولة المصرية في العمل على خفض الانبعاثات ورفع جودة الحياة .
- إدارة النفايات: من خلال تحسين ممارسات إدارة النفايات في مصر من خلال التأكد من أن الشركات تتبع أفضل الممارسات والمعايير في إعادة التدوير والتخلص من النفايات بطريقة صحيحة وآمنة. وعما يشكله إعادة التدوير من حقائق وأرقام في مصر فقد أشار تقرير مركز المعلومات ودعم القرار بمجلس الوزراء عام 2023 فقد أشار الى ان مصر جاءت بالمركز الأول عربيا وال 42 دوليا من اصل 180 دولة في مؤشر الأداء البيئي فيما يتعلق بإعادة التدوير عام 2022 لعام 2022 وفي معدلات إعادة التدوير لعام 2023 جاءت مصر في المركز الأول عربيا و 14 عالميا مما انعكس إيجابيا على البيئة.
- الصناعات الخضراء: يدعم الاعتماد التحول إلى الصناعات الخضراء من خلال تشجيع الشركات على تبني ممارسات تصنيع صديقة للبيئة واستخدام مواد أقل ضررًا على البيئة.
- البناء المستدام: يشجع الاعتماد على تبني معايير البناء المستدام في المشاريع العمرانية، مما يساعد على تقليل استهلاك الموارد والطاقة وتحسين كفاءة استخدام المياه.
وختاما ..
في يوم الاعتماد العالمي 2024، نحتفل بالدور المحوري الذي يلعبه الاعتماد في مجالات متعددة ومنها الحفاظ على البيئة وتعزيز الاستدامة تجعل من الاعتماد أداة قوية لتمكين الغد وبناء المستقبل الأخضر لمصر
كاتبة المقال – استشارية جودة وتميز مؤسسي / مقيم المختبرات وجودة الإدارة / مقيم تميز مؤسسي