الهتافات العنصرية لـ المستوطنين الإسرائيليين تثير غضب رواد منصات التواصل الاجتماعي
آثارت الهتافات العنصرية من قبل المستوطنين الإسرائيليين المتطرفين – خلال مسيرة الأعلام الإسرائيلية، إلى باب العامود – غضب الكثير من مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي على المستوى العربي والعالمي.
و وجد بعض النشطاء الفلسطينيين أن الصور القادمة من القدس غير مقبولة مطالبين المسلمين الدفاع عن حرمة دينهم.
ولم يردد المتطرفون، “الموت لغزة أو فلسطين، بل للعرب جميعا”، رددوها في مسيرات استفزازية شهدتها البلدة القديمة في القدس المحتلة، تخللتها اعتداءات على فلسطينيين قبيل وصول مسيرة الأعلام الإسرائيلية، إلى باب العامود أحد أشهر أبواب البلدة القديمة.
وشهدت المسيرات الاستفزازية من المستوطنين المتطرفين مشاركة وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيمتار بن غفير، الذي أدلى بتصريحات للوسائل الإعلامية التي كانت حاضرة بعين المكان، مرددا نوجه رسالة إلى حركة حماس من هنا “القدس لنا، وباب العامود لنا، وجبل الهيكل (المسجد الأقصى) لنا، والنصر المطلق لنا… لتشعل تصريحاته منصات التواصل.
و قال أحد رواد منصات التواصل الاجتماعي ” مرارةٌ تعجز عن أي كلمة.. وأنا أرى قُدسنا لا موضع قدم فيها إلا لخنّوْصٍ نجس” بعدما قام به المستوطنون المتطرفون فيما يسمى بمسيرة الأعلام.
وفي سياق متصل، خرج عشرات الفلسطينيين في مدينة طمرة الفلسطينية التي تقع في منطقة الجليل الغربي، في مسيرات رافضة لمسيرة الأعلام وما قام به المستوطنون المتطرفون، مرددين هتافات “يا غزة لا تهتزي كلك كرامة وعزة”.
وتتزايد التوترات بشأن المسيرة هذا العام في ظل الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، ما خلّف أكثر من 119 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح -معظمهم أطفال ونساء- ونحو 10 آلاف مفقود.
بداية مسيرة الأعلام التهويدية بالقدس:
نظمت مسيرة الأعلام في القدس لأول مرة عام 1968، على يد الحاخام يهودا حزاني من المدرسة الدينية المعروفة باسم ميركاز هراف-مركز الحاخام، وتحولت إلى تقليد سنوي.
وتنظم المسيرة في ما يعرف بـ”يوم القدس” الذي تحيي فيه إسرائيل -بحسب التقويم العبري- ذكرى احتلال الشطر الشرقي من القدس عام 1967 والذي تسميه يوم توحيد القدس وإحلال السيادة الاسرائيلية واليهودية على المدينة والأماكن الدينية اليهودية فيها.
ازداد عدد المشاركين في المسيرة من عام إلى عام، ويقدر عددهم حاليا بعشرات الآلاف، معظمهم ممن يطلقون على أنفسهم الوطنيين المتدينين من القدس ومستوطنات الضفة الغربية المحتلة وكافة أنحاء إسرائيل.
وتجبر قوات الاحتلال الفلسطينيين على إغلاق محالهم التجارية بالتزامن مع مرور المسيرة من البلدة القديمة حيث يعتدي المشاركون فيها بشكل استفزازي على بيوت ومحال الفلسطينيين ويطلقون شعارات “الموت للعرب” ويرقصون حاملين الأعلام الإسرائيلية.
من يمول الأعلام التهويدية
يمول المسيرة جمعية “عام كالبيا” الدينية الاستيطانية وبلدية القدس ووزارة التربية والتعليم الإسرائيلية وشركة تطوير وإعادة تأهيل الحي اليهودي، ووصل حجم التمويل عام 2018 إلى نحو 300 ألف دولار.
وبين الأعوام 2010 و2016 منعت شرطة الاحتلال الإسرائيلي المشاركين في المسيرة من الدخول إلى البلدة القديمة عبر باب الأسباط.
وفي عام 2011 حولت شرطة الاحتلال الإسرائيلي مسار المسيرة ليمر من حي الشيخ جراح مرورا بشارع رقم 1 الذي يفصل شطري القدس الغربي والشرقي، وسمحت للمشاركين فيها بدخول البلدة القديمة من أبواب عدة.
وعام 2017 في الذكرى الـ50 لاحتلال القدس، سمح للمشاركين في المسيرة بالطواف حول أسوار البلدة القديمة والدخول إليها أيضا من باب المغاربة.
وبين عامي 2015 و2016 رفضت المحكمة العليا الإسرائيلية التماسات قدمتها جمعيات يسارية وحقوقية إسرائيلية لمنع مرور المسيرة من الحي الاسلامي.
وفي عام 2021 وتحت تهديد المقاومة الفلسطينية، منعت الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو مرور المسيرة عبر باب العامود وحولتها إلى باب الخليل، لكن المقاومة الفلسطينية أطلقت دفعة من الصواريخ صوب القدس، وهو ما أجبر أجهزة الأمن الإسرائيلية على تفريق المسيرة على الفور، واندلعت على إثر ذلك عملية سيف القدس حسب التسمية الفلسطينية، “حارس الأسوار” حسب التسمية الإسرائيلية.
وعقب انتهاء الحرب على غزة أعيد تنظيم مسيرة الأعلام في 15 يونيو 2021 ضمن المسار التقليدي، واعتبر ذلك أول قرار مهم للحكومة الجديدة في إسرائيل برئاسة نفتالي بينت، حيث مرت من باب العامود وسط حالة توتر وترقب شديدين.
وفي 2022 و2023 أقرت قيادة شرطة الاحتلال تنظيم المسيرة ضمن مسارها التقليدي، حيث قدر عدد المشاركين فيها بنحو 70 ألفا وقد مر السواد الأعظم منهم من باب العامود وصولا إلى حائط البراق.
وتحشد شرطة الاحتلال الإسرائيلي نحو 3 آلاف عنصر لتأمين مسار المسيرة، وفي سنوات سابقة كما في 2022، استدعت 3 كتائب تابعة لحرس الحدود من صفوف الاحتياط فضلا عن نشر آلاف من أفراد الشرطة في كافة أنحاء إسرائيل مخافة حدوث أي تدهور أمني، وأعلن عن انتقال الشرطة إلى حالة التأهب القصوى.
ووسع الجيش الإسرائيلي عام 2022 من دائرة انتشار منظومة القبة الحديدية حول القدس وفي مناطق عدة وسط وجنوب إسرائيل تحسبا من إطلاق المقاومة الفلسطينية صواريخ في توقيت تنظيم المسيرة.
وتجبر قوات الاحتلال الفلسطينيين على إغلاق محالهم التجارية بالتزامن مع مرور المسيرة من البلدة القديمة حيث يعتدي المشاركون فيها بشكل استفزازي على بيوت ومحال الفلسطينيين ويطلقون شعارات “الموت للعرب” ويرقصون حاملين الأعلام الإسرائيلية.