أحمد زحام يكتب .. ودارت الأيام
قل ما أشاهد مسرح في هذه الأيام، ويصبح الخروج إلى الشارع عزيزا، وعندما عقدت النية ذهبت من أيام لا أعرف عددها إلى مسرح الهناجر طواعية، ولأني أحب الصحبة إصطحبت معي صديقي المخرج محمد فؤاد، خاصة أن العرض مونودراما، عرض الممثل الواحد، والفرجة على هذا النوع من المسرحيات يحتاج إلى تجميع حواسك المتاحة للمشاهدة، دون همس، أو لمز، وأطفأت هاتفي، على أمل أن أجد جديدا، ووجدت الجديد في الموضوع بداية من التأليف، للكاتبة أمل فوزي.. فنحن أمام قضية مازالت مستمرة، ومتوغلة في المجتمع المصرى، قضية قهر المرأة ووأد أحلامها البسيطة من قبل مجتمع ذكوري، حلال عليه فعل الحرام، يمكن أن تشاهد أو تقرأ معالجات كثيرة عن هذا الموضوع، تتشابه أحيانا في الفعل الدرامي للنص، وإن كنت لا أعيب عليهم، لكثرة ما يكتب عن هذا الموضوع الشائك، لكن خروجا عن المألوف كان هذا النص الذي إتخذ من أغاني أم كلثوم إطارا، ورابطا للتسلسل الدرامي في المسرحية، وكانت المعالج النفسي للضحية، نتحدث عن معاناة أنثى داخل البيت الذكوري، بعد وفاة الزوج الذي أخذ كل حقوقه، وسلب حقوق شريكته التي وقفت عل خشبة المسرح تقدم لنا مونودراما المعاناة، وسلب الذات بدأً من زواج الصالونات حتى الممات، بمجرد دخولها بيت الزوجية فلا حقوق لها. لا حق لها في ممارسة هوايتها الموسيقى ، الذي وجدته في النهاية في حفيدها، فهي محرومة من أبسط حقوقها، وهذا النوع من المسرح يحتاج لممثل من العيار الثقيل، فهو يتحمل مدة العرض بمفرده، وعليه أن يقنع المشاهد بقضيته، وكانت المفاجأة الفنانة القديرة وفاء الحكيم، التي نوعت في الأداء صعودا وهبوطا، طبقا لتداعيات الحدث الدرامي، برع في صياغتها موسيقيا الموسيقار احمد الناصر، الذي برع في إستكمال رسم الشخصية، خمسة واربعون دقيقة وانت تلهث وراء الحدث الدرامي الممثلة القديرة وفاء الحكيم والتي تجعل المشاهد لا يهش أو ينش، فبراعة التمثيل والحدث لا تجعلك تشعر بالوقت، تحية للمخرج فادى فوكيه.. يوم ممتع بوجود كل هؤلاء.. ونسيت الحصول على صورة تذكارية معها فتحية خاصة لوفاء الحكيم .