الموسيقى الصينية تعزف “مصر أمنًا”.. دلالات زيارة القادة العرب لـ بكين
تلقى زيارة قادة أربع دول عربية هي: مصر والإمارات العربية المتحدة والبحرين وتونس، لجمهورية الصين ، لحضور منتدى التعاون الصيني – العربي، اهتمامًا واسع النطاق نظرًا لأهمية الزيارة.
وكانت مراسم استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي في الصين أكثر من حافلة، التي تعد الزيارة الثامنة له، حيث كان لافتا فيها أن تعزف الموسيقى العسكرية الصينية نشيد “مصر أمنا”، ما يدلل على تطابق المصالح والرؤى ومدى الأفق السياسي الرحب بين القاهرة وبكين.
وتم التوقيع على 6 اتفاقيات كبرى بين مصر والصين، في عدة مجالات واسعة، وهذا ما يؤكد عليه ما ذهبت إليه القاهرة وبكين في ما بعد التوقيع على اتفاق المشاركة الاستراتيجية الشاملة بينهما التي يحتفل بعيدها العاشر هذا العام، حيث وقعت في 2014.
و هناك تطابق كبير في وجهات النظر في قضايا الشرق الأوسط، حيث أكدت الصين على لسان رئيسها شي جين بينج، على ضرورة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ومنع تهجير السكان هناك قسريا، وإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة
وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية هوا تشونينج، في بيان، إن قادة هذه الدول سيجرون من 28 مايو إلى الأول من يونيو زيارات دولة للصين ويحضرون افتتاح المؤتمر الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربي.
وتأتي زيارة القادة الأربعة ،رسالة لتأكيد العمل على تعزيز العلاقات مع الصين، التي تسعى في المقابل للانخراط بشكل أكبر مع القضايا السياسية الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط.
يضم الوفد العربي، بحسب البيان الصيني، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة والرئيس التونسي قيس سعيّد ورئيس الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وقال نائب وزير الخارجية الصينية دينج لي، خلال مؤتمر صحافي في بكين، إن الرئيس الصيني شي جينبينج سيحضر منتدى التعاون الصيني العربي ويُلقي خطاباً غدًا الخميس ، وسيجري محادثات مع قادة الدول الأربع على التوالي لتبادل وجهات النظر حول العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
ويعكس الحضور العربي الرفيع للنسخة العاشرة من المنتدى الصيني العربي مستوى الشراكة المتنامي بين الصين والدول العربية في السنوات الأخيرة.
و العلاقات الصينية العربية تشهد طفرة في السنوات الأخيرة منذ تولي الرئيس الصيني الحالي السلطة عام 2013، خصوصاً أنه قدم للجامعة العربية في يناير 2016 ورقة للشراكة مع الدول العربية تغطي مختلف مجالات التعاون.
و هناك نحو 12 دولة عربية تحتفظ بعلاقات شراكة استراتيجية شاملة مع الصين حالياً، كما أن الاستثمارات الصينية في الدول العربية تقارب 250 مليار دولار، وحجم التجارة الصينية مع الدول العربية يقارب نصف تريليون دولار.
وحضور القادة العرب رسالة للغرب، تعكس تطور العلاقات العربية مع القوى الشرقية مثل الصين وروسيا، في ظل احترام تلك الدول ميثاق الأمم المتحدة وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها وعدم التدخل في شؤون الآخرين، بعكس السياسة الغربية القائمة على الازدواجية.
كما أن الصين لديها رغبة في الدخول على خط الوساطة والمساعدة في اتخاذ قرارات عادلة وعاجلة لحفظ السلم والأمن في الشرق الأوسط، خصوصاً أن مواقف الصين تجاه القضية الفلسطينية متزنة وتدعم الحقوق العربية المشروعة، كما أن الثقل الدولي للصين، بوصفها ثاني أكبر اقتصاد في العالم، يدعم دورها في قضايا السلم والأمن بالمنطقة.