اللبناني وليد عماد يكتب .. الشهامة فضلها وتأثيرها في تقدم المجتمع
الشهامة ما أروعها من معنى،وما أجملها من كلمة، هي مداد العزة والكرامة، والقوة والتوفيق والاستقامة، هي تعبير عن ذات الإنسان في أرقى حالاتها،وهي طبيعته، وفطرته الكريمة، هي روعة وجمال لا حد لهما ولا نظير.
تجد الشهامة في أب يعشق أبناءه، فيخرج كل صباح يلتقط قوت رغيفهم، يكد، ويشقى، والعرق يتصبب من جبينه صبا ولا يهدأ له بال أو يرتاح إلا وهو يعود إليهم بما يفرح قلوبهم،ويرسم الابتسامة على شِفافهم البريئة.
تجدها في مسؤول، فيقوم بمسؤولياته على أكمل وجه فيصون المال ويؤدي الأمانة، ومن يطرق بابه لا يرده خائباً ومن يسأله يجيب ومن يطلب إعانته يساعده بطيبة قلب.
تجد الشهامة في إمام مسجد يوجه الناس إلى سبل الخير.
تجدها في عامل نظافة الذي يسعى أن يكون شارعك نظيفا ولا يخجل من عمله.
تجدها في البنّاء الذي يحسن البِناء وكأنه فنان.
تجدها في الجندي،والشرطي، ورجل الأمن والحارس العين الساهرة،يضحي بشبابه وصحته وعمره كي يحيا أبناء وطنه مرتاحين البال.
الشهامة مجموعة صفات محمودة ترقى بالمجتمعات وتصل بها مع العمل والإنتاج لمصاف الدول المتقدمة.
والناس معادن، واختلاف الطباع آية من آيات الله في خلقه، فترى من الناس مَن حَسُنَ خلقه وكرمت عليه نفسه، فهو ذكي متوقد يتحمل الصعاب، يقوم بما كلف به، بل يتطوع بأداء الأمور الجسام، ومع هذا لا تراه إلا حمولاً صبورًا طيب النفس بما حُمِّل ذا عقل راجح وفكر ثاقب ورأي نافذ، وهذا هو الشهم.
إن وجود هذه الصفة في المرء ينبئ عن علو همته وإباء نفسه وشرفها، وإذا شرفت النفس كانت للآداب طالبة، وفي الفضائل راغبة، وأما علو الهمة فإنه باعث على التقدم.
ولا يكون الرجل شهمًا ذا نجدة إلّا من سهُلت عليه المشاق، وهانت عليه الصعاب رغبة في الحمد، وهانت عليه الملاذ حذرًا من الذم، ولذلك قيل: سيد القوم أشقاهم.
الشهامة عزيزة وكريمة اجعلها دينك في الحياة وعلمها لأبناءك وأحفادك، هي رائعة تهبك جاهاً لا يصل إليه غيرك إلا بالتحلي بها.
إنها الأخلاق والقيم إنها نهر غزير يروي الظمأ، فأكرمها فيك وأعزها العز الذي تستحق ستعزك هي أيضاً، وتكرمك الكرامة التي تستحقها.
الشهامة لا تقدر بثمن فالإنسان يأخذ لقبره عمله فقط، تزود بالتقوى فهي خير زاد …..فالشهامة هي تقوى…