كتبت- داليا عبد العزيز
كشفت دراسة حديثة ونشرتها صحيفة أمريكية، عن أن تغير المناخ لايؤثر فقط على حدوث كوارث طبيعية ،بل يؤثر أيضا على صحة الإنسان ولا سيما الخصوبة لدى الرجال.
وأكد العلماء أن الارتفاع المتواصل لدرجات الحرارة قد يؤدي إلى إتلاف الحمض النووي للحيوانات المنوية، وإضعاف القدرة على التكاثر عبر الأجيال.
وقال الكاتب إسحق ستانلي باكر -في تقرير له نشرته “واشنطن بوست”- إن ارتفاع درجات الحرارة يزيد الضغط داخل الجمجمة ما يحد من تدفق الدم إلى الدماغ،ويمكن أن يتسرب النسيج التالف لمجرى الدم ويسبب الفشل الكلوي.
وعند نقطة معينة، قد تتسبب حرارة الجسم الداخلية المرتفعة في تلف الخلايا.
وخلافا للظواهر المناخية المتطرفة مثل الأعاصير والزوابع، تعتبر موجات الحرارة قاتلا صامتا للإنسان.
وحسب هيئة الأرصاد الجوية الوطنية، تحدث موجات الحر خلال الفترات المطولة من الطقس الحار.
يمكن للحرارة أن تؤدي للوفاة وتقلل من حيوية الحيوانات المنوية، وتضعف القدرة على التكاثر.
وفي دراسة بمجلة “نيتشر كوميونيكيشنز” أورد العلماء أن “موجات الحر تقلل من خصوبة الرجال والقدرة التنافسية لدى الحيوانات المنوية، ويمكن أن تؤدي موجات الحرارة المتعاقبة إلى عقم الرجال.
وأكد الكاتب أن الأبحاث الجديدة تشير إلى أن درجات الحرارة المرتفعة لها آثار سلبية طويلة المدى.
فقد وجد علماء البيئة والأحياء التطورية بجامعة إيست أنجليا بمدينة نورتش في إنجلترا أن الإجهاد الحراري مرتبط بمشاكل الخصوبة عبر الأجيال.
وهذا يعني أن الكائنات الحية قد تتحمل آثار الحرارة المرتفعة بعد فترة طويلة من التعرض الأولي، إلا أن ذلك يقلل من معدل العمر المتوقع ويؤدي إلى تمرير العيوب الجينية إلى النسل.
واستخدم الباحثون خنافس الطحين الحمراء لاختبار حساسيتها تجاه درجات الحرارة.
يُذكر أن هذه الحشرات من ذوات الدم البارد، أي أنها غير قادرة على التحكم بدرجة حرارة أجسامها، على عكس الإنسان الذي يعتبر من الكائنات الحية ذوات الدم الحار.
وأشارت الدراسة إلى أن الثدييات ذوات الدم الحار كانت المحور الرئيسي للبحث الحالي المتعلق بارتفاع الحرارة وكفاءة الحيوانات المنوية.
والنتائج لا تقدم أي استنتاجات حول مدى قدرة سكان الأرض على البقاء والصمود في ظل تردي الظروف المناخية وارتفاع الحرارة، إلا أنها توفر نظرة ثاقبة حول وظيفة الحيوانات المنوية وتفاعلها مع موجات الحرارة.