هددت مصر بالانسحاب من دور الوساطة في الصراع الحالي بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.
و قال الكاتب الصحفى ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، إن محاولات التشكيك فى أدوار وساطة مصر قد يدفعها للإنسحاب من دورها في الصراع الحالي، وذلك وفق خبر لقناة “القاهرة الإخبارية”.
كان مصدر مصرى رفيع المستوى جدد رفض مصر بشكل قاطع مخططات إسرائيل بتهجير سكان غزة إلى سيناء، موكدا أن مصر لن تسمح بتحقيق المطامع الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية على حسابها.
وقال مصدر مصري رفيع المستوى إنه على إسرائيل مراجعة موقف المساعدات المصرية المتراكمة بمعبر كرم أبو سالم والتى تتجاوز الـ 500 شاحنة، قبل أن تدعي وتتهم مصر بأنها تمنع إدخال المساعدات للقطاع.
و قال مصدر مصرى رفيع المستوى إن النوايا والمخططات الإسرائيلية بتهجير الفلسطينيين إلى سيناء مرفوضة مصريا ودوليا.
إدعاءات خالية من المعلومات والحقائق
وأكد رئيس الهيئة العامة للاستعلامات ضياء رشوان أن المقال الذى نشره موقع سى إن إن الأمريكى حول ما سماه «تغيير مصر شروط صفقة وقف إطلاق النار»، فى قطاع غزة، هو فى حقيقته محض ادعاءات خالية من أية معلومات أو حقائق، ولايرتكز على أى مصادر صحفية يعتد بها وفق القواعد المهنية الصحفية المتعارف عليها عالميا.
وتحدى رشوان، موقع سى إن إن أن ينسب الادعاءات التى نشرها إلى مصادر أمريكية أو إسرائيلية رسمية محددة، مطالبا إياه وكل وسائل الإعلام الدولية أن تتحرى الدقة فيما تنشره عن مثل هذه القضايا شديدة الحساسية، وألا تستند فى نشر بعض الادعاءات على مصادر مجهلة تطلق عليها (مصادر مطلعة).
وأعلن رشوان أن مصر ترفض ــ بصورة قاطعة هذه الادعاءات ــ وأن «الاستعلامات» قد وجّهت خطابا رسميا لموقع سى إن إن، يوضح هذا الرفض وما قام عليه من أسانيد، ويطالب الموقع بنشر الرد المصرى فورا.
وأضاف أن الموقع قد استجاب ونشر أجزاء من هذا الرد تضمن بعضا من الملاحظات الواردة به وفى هذا البيان.
وأوضح أن مثل هذا المقال المغلوط والمليء بالمزاعم غير الصادقة لا يؤدي، وربما يهدف، إلى تشويه دور مصر الرئيسى والبارز فى محاولات ومفاوضات وقف إطلاق النار بقطاع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلى الدموى عليه قبل نحو ثمانية شهور.
وأبدى رشوان، استغراب مصر من محاولات بعض الأطراف الإساءة للجهود الهائلة التى بذلتها، ولا تزال، على مدار الأشهر الماضية فى محاولة للتوصل لوقف إطلاق النار بالقطاع، لمنع قتل وجرح مئات المدنيين الأبرياء يوميا والتدمير الممنهج لكل مظاهر الحياة فى القطاع.
وأشار رشوان إلى أن مصر لاحظت – خلال الفترات الأخيرة – قيام أطراف بعينها بممارسة لعبة توالى توجيه الاتهامات للوسطاء، «القطري» تارة ثم «المصري» تارة أخري، واتهامهما بالإنحياز لأحد الأطراف وإلقاء اللوم عليهم؛ للتسويف والتهرب من اتخاذ قرارات حاسمة بشأن صفقة وقف إطلاق النار، وتحرير المحتجزين الإسرائيليين بقطاع «غزة» مقابل الأسرى الفلسطينيين؛ وذلك للحفاظ على مصالح سياسية شخصية لبعض هذه الأطراف، ومحاولاتها مواجهة الأزمات السياسية الداخلية الكبيرة التى تمر بها.
وأشار إلى أن ممارسة مصر لدور الوساطة فى صفقة وقف إطلاق النار وتحرير المحتجزين بالقطاع والأسرى بإسرائيل، جرى بناء على مطالبات وإلحاح متكررين من إسرائيل والولايات المتحدة للقيام بهذا الدور؛ وهو ما جاء نتيجة لإدراكهما مدى الخبرة والحرفية المصرية فى إدارة مثل هذه المفاوضات، خاصة وأن لمصر تجارب سابقة ناجحة متعددة، بين إسرائيل وحركة حماس.
وأوضح رشوان أنه لا يمكن قراءة ما يجرى من نشر زائف وما يتم ترويجه من أكاذيب حول الدور المصري، سوى بأنه محاولة لعقاب مصر على مواقفها المبدئية الثابتة تجاه الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى فى ظل قيامها بدور الوساطة.
وفى هذا الإطار يأتى مؤخرا تمسك مصر المعلن بضرورة تواجد عناصر فلسطينية بالجانب الفلسطينى من معبر «رفح» للموافقة على قيام مصر بتشغيله من جانبها، وعدم اعترافها بشرعية الاحتلال الإسرائيلى للجانب الفلسطينى من المعبر.
كذلك يأتى فى نفس السياق موقف مصر المتسق مع القانون الدولى والقانون الدولى الإنساني، بالانضمام إلى دولة جنوب أفريقيا فى الدعوى المقامة أمام محكمة العدل الدولية، ضد ممارسات جيش الاحتلال الإسرائيلى بقطاع غزة.
وأكد رئيس هيئة الاستعلامات، أن مواصلة محاولات التشكيك والإساءة لجهود وأدوار الوساطة المصرية، بادعاءات مفارقة للواقع، لن يؤدى إلا لمزيد من تعقيد الأوضاع فى غزة والمنطقة كلها، وقد يدفع الجانب المصرى لاتخاذ قرار بالانسحاب الكامل من الوساطة التى يقوم بها فى الصراع الحالي.
وحمل رشوان، الأطراف المعنية، خاصة تلك التى تروج الأكاذيب حول الموقف المصري، المسئولية الكاملة عن الكوارث الإنسانية غير المسبوقة وحرب الإبادة بقطاع غزة وقتل وإصابة آلاف من الأبرياء الفلسطينيين وتشريدهم وتجويعهم وتدمير كل شيء بالقطاع، فضلا عن فقد المحتجزين الإسرائيليين لحياتهم نتيجة العملية العسكرية الإسرائيلية العدوانية على القطاع.