طائرة ” رئيسي” تكشف المستور ..المسيرة التركية” أقنجي” تفوقت على ” شاهد الإيرانية.. الإيجابيات والسلبيات.. والأسباب
ساهمت الطائرة المسيرة التركية “بيرقدار آقنجي” بدور جوهري في الكشف عن موقع حطام طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، التي تحطمت، ومات كل مَن كان على متنها.
“آقنجي” هي مسيرة قتالية من إنتاج شركة “بايكار” التركية، صُممت للعمل بتركيبة داخلية يمكن تحديثها وفقا للمتطلبات المستقبلية، ويمكنها القيام بعمليات متنوعة، سواء للقتال (في مهام الهجوم جو-أرض وجو-جو) أو لدعم الطائرات المقاتلة، وهي في هذا السياق مجهزة بأنظمة اتصالات عبر الأقمار الصناعية ورادار متقدم، يساعدها على أداء المهام بكفاءة.
و في حادثة سقوط مروحية الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، لجأت السلطات الإيرانية إلى طائرة مسيرة تركية من طراز “بيرقدار أقنجي” للكشف عن موقع الحطام، ما كشف عن العيوب الواضحة في الطائرات المسيرة الإيرانية، خاصة من طراز “شاهد” الأكثر تقدمًا، بينما برزت كفاءة المسيرات التركية.
وعثرت فرق البحث في وقت مبكر من صباح اليوم الاثنين على حطام متفحم للطائرة الهليكوبتر التي سقطت أمس الأحد وهي تقل رئيسي ووزيرالخارجية حسين أمير عبداللهيان و6 آخرين من الركاب والطاقم بعد عمليات بحث مكثفة خلال الليل في ظروف جوية صعبة .
الطائرة المسيرة التركية بيراقدار “أقنجي” دخلت الأجواء الإيرانية بطلب من السلطات للمساعدة في علميات البحث حيث استطاعت أن تحدد موقع المروحية المحطمة باستخدام تقنيات التصوير الحراري.
الغريب أن إيران بدلا من أن تشكر تركيا نسبت طهران لنفسها فضل ودور مسيرات “شاهد” في العثور على حطام طائرة رئيسي المتحطمة!!، وردت تركيا بتقديم صور للحظات رصد حطام المروحية الإيرانية، ما يؤكد نجاحها أن تركيا دولة عضو في الناتو وتتمتع صناعتها في المسيرات بالقدرة على الرؤية الليلية من خلال كاميرات ذات مسافة بعيدة المدى عكس الإيرانية، ومنظومات متقدمة من الليزر ورصد وتحركات ومرونة في السرعة ورصد بدقة أهداف من مسافات بعيدة وتقنيات متقدمة في التصوير الحراي.
التكنولوجيا .. والتحمل
وتعاني الطائرات المسيرة الإيرانية من تقنيات قديمة وغير متطورة، ما يحد من قدرتها على أداء المهام بكفاءة.
وتعتمد إيران على تصاميم مستنسخة من طائرات مسيرة أجنبية، لكنها تواجه صعوبات في تطوير أنظمة الطيران والإلكترونيات المتقدمة بسبب العقوبات الدولية ونقص الوصول إلى التكنولوجيا المتطورة.
وتعتمد الطائرات الإيرانية على مكونات قديمة ومحدودة، مما يجعلها أقل كفاءة مقارنة بنظيراتها الأجنبية.
وتعتبر صعوبة القدرة على التحمل في الظروف الجوية القاسية، إحدى أكبر المشاكل التي تواجه الطائرات المسيرة الإيرانية.
وتفتقر الطائرات الإيرانية إلى المواد المركبة الحديثة والتقنيات المتطورة التي تمكنها من العمل في مختلف الظروف الجوية.
وتتوفر طائرات مثل “شاهد-136” على قدرات محدودة في التحمل والنقل، ما يجعلها غير فعالة في حالات الطوارئ التي تتطلب العمل في بيئات قاسية.
الملاحة الجوية
وتواجه الطائرات المسيرة الإيرانية أيضا مشاكل كبيرة في أنظمة الملاحة والتحكم، وذلك رغم محاولات إيران لتحسين قدرات الطائرات على مدى السنوات، إلا أنها لا تزال تعتمد على أنظمة ملاحة بسيطة ومحدودة.
وهذه الأنظمة غير قادرة على توفير الدقة المطلوبة في تحديد الأهداف وتوجيه الطائرات، ما يؤدي إلى أداء ضعيف في العمليات الميدانية.
وتظهر التقارير أن طائرات “شاهد” تعتمد على نسخ قديمة من أنظمة الملاحة، ما يعيق قدرتها على القيام بمهام دقيقة.
ويلاحظ أن الطائرات المسيرة الإيرانية تستخدم بشكل حصري للأغراض العسكرية وليست للاستخدامات المدنية.
وتركز إيران على تطوير طائرات مسيرة هجومية تهدف إلى تعزيز قدراتها العسكرية وتوسيع نطاق عملياتها في مناطق الصراع.
ويكشف هذا النهج الكثير عن الاستراتيجية العسكرية الإيرانية وسعيها لاستخدام التكنولوجيا لتعزيز نفوذها الإقليمي تأثير العقوبات.
وتعد العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران سببا رئيسيا في تدهور تكنولوجيا الطائرات المسيرة الإيرانية، حيث تمنع هذه العقوبات إيران من الحصول على مكونات الطيران المتقدمة والخدمات الفنية، وهذا يجبرها على الاعتماد على تقنيات قديمة ومحلية غير قادرة على المنافسة على الساحة الدولية.
بالإضافة إلى ذلك، تعيق العقوبات جهود إيران في تطوير وصيانة طائراتها، ما يؤدي إلى مشاكل مستمرة في الأداء والنتائج وتحقيق الأهداف المطلوبة.