أسباب تراجع بايدن عن حجب الأسلحة لإسرائيل
آثارت تناقضات قرارات الرئيس الأمريكي جو بايدن حالة اللغظ والجدل حيث لم يمض أكثر من أسبوع على تهديد الرئيس الأمريكي بحجب بعض الأسلحة عن إسرائيل بسبب مخاوف من هجوم على رفح، حتى أبلغت إدارته الكونجرس عن حزمة أسلحة جديدة مخصصة لتل أبيب بقيمة مليار.
رأى عدد من المراقبين أن قرار بايدن تسليم مزيد من الأسلحة إلى إسرائيل، يهدف إلى عدم تعميق الخلاف مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
كما اعتبر آخرون أنه مدفوع جزئياً بالتحالف الثابت والتاريخي بين البلدين، الذي لم يتراجع إلى هذا الحد إلا مؤخراً.
ورأى بعض المراقبين أنه قد يكون مدفوعاً بحساسية التوقيت الذي يأتي قبل أشهر من الانتخابات الرئاسية في أمريكا، وسط تنامي الغضب في صفوف “اللوبي اليهودي” من سياسة بايدن تجاه إسرائيل.
في حين رجح سيث بيندر، الخبير في مبيعات الأسلحة الأمريكية في مركز الديمقراطية بالشرق الأوسط،، أن هذا مثال على تشويش رسالة واشنطن وتقويض أي قوة أمريكية حقيقية.
وعلى الرغم من أن تسليم أسلحة الحزمة الجديدة هذه قد يستغرق سنوات، إلا أن إسرائيل يمكن أن تفسرها كإشارة إيجابية من واشنطن بأنها ستعيد دعمها بالذخائر التي استخدمت في حرب غزة، على الرغم من الخلاف الحاد حول اجتياح مدينة رفح.
يشار إلى أن حزمة الأسلحة هذه تعتبر جزءا من مساعدة عسكرية بقيمة 95 مليار دولار وافق عليها الكونجرس مؤخرا لدعم الدفاع عن أوكرانيا وإسرائيل وتايوان.
لكن الإعلان عنها أمس جاء بعد أسبوع من تحذير بايدن من أنه قد يحجب قنابل وقذائف مدفعية عن إسرائيل في حال مضى نتانياهو قدما بتحدي التحذيرات الأمريكية وشن هجوم على مدينة رفح الجنوبية التي لجأ إليها أكثر من مليون فلسطيني بعد نصف عام من الحرب.
و أكدت إدارة بايدن الأسبوع الماضي أنها وللمرة الأولى أوقفت شحنة أسلحة لإسرائيل تحتوي على قنابل زنة ألفي رطل خوفا من استخدامها بطريقة تشكل خطرا على المدنيين في رفح.
لكن لا يزال بإمكان الكونجرس منع بيع الأسلحة لإسرائيل، مع غضب النواب التقدميين في الحزب الديمقراطي حيال الخسائر في صفوف المدنيين في غزة.
و الحزمة الشاملة أُقرت على الرغم من معارضة اليسار، حيث أيد الحزب الجمهوري المنافس بالإجماع تقريبا دعم الأسلحة لإسرائيل.