استقالة ضابط بالجيش الأمريكي بسبب دعم بايدن لـ إسرائيل.. العار والذنب يطاردانه
استقال ضابط بالجيش الأمريكي يعمل في وكالة استخبارات الدفاع، بسبب اعتراضه على سياسات إدارة الرئيس جو بايدن.
يأتي هذا في أول موقف من نوعه لموظف في وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون”، على خلفية الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.
وقال الرائد هاريسون مان، الذي عد نفسه بأنه ضابط جيش انتقالي، في رسالة نشرها على موقع «لينكد إن»، إنه «يشعر بالأسى لأن عمله أسهم في مقتل مدنيين فلسطينيين». وكتب مان في رسالته: «عملي هنا – مهما بدا أنه إداري أو هامشي – أسهم من دون شك في هذا الدعم… لقد قدمت لنا الأشهر الماضية أكثر الصور رعباً وحزناً التي يمكن تخيلها… ولم أتمكن من تجاهل العلاقة بين تلك الصور وواجباتي هنا، لقد سبب لي هذا عاراً وذنباً لا يصدقان.
وأضاف: هذا الدعم غير المشروط يشجع أيضاً على التصعيد المتهور الذي يهدد بحرب أوسع نطاقاً.
يذكر أن الدعم الأمريكي لإسرائيل شمل تقديم الأسلحة والاستخبارات، فضلاً عن حشد الأساطيل في المنطقة.
وتوضح رسالة الضابط أن تاريخ عمله في وكالة الاستخبارات الدفاعية وخبرته بوصفه محللاً يركز على الشرق الأوسط وأفريقيا، تزامن مع الهجوم الذي شنته «حركة حماس» في 7 أكتوبر الماضي والحرب التي شنتها إسرائيل لاحقاً على غزة.
وقالت المتحدثة باسم الجيش، اللفتنانت كولونيل روث كاسترو، في بيان، إن مان طلب الاستقالة في أواخر نوفمبر الماضي، وحصل على الموافقة في أوائل يناير على أن يدخل القرار حيز التنفيذ في الثالث من يونيو المقبل.
وأكدت الوكالة أن مان، قد تم تعيينه سابقاً فيها، أضافت أن استقالة الموظفين هي حدث روتيني في الوكالة، كما هي الحال في الوكالات الأخرى، حيث يستقيل الموظفون من مناصبهم لأي عدد من الأسباب والدوافع.
وقال مان في منشوره على موقع «لينكد إن» إنه قام بتوزيع نسخة سابقة من رسالته في 16 أبريل في الوقت الذي كثف فيه الجيش الإسرائيلي خططه لاقتحام مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وانتقد مسؤولو إدارة بايدن هذا القرار، قائلين إن عملية محدودة ومستهدفة أكثر ملاءمة، وإن إسرائيل تتحمل مسؤولية حماية 1.3 مليون فلسطيني لجأوا إليها بعد فرارهم من أجزاء أخرى من غزة بأوامر إسرائيلية.
وبدا أن هذه العملية المتصاعدة هي التي دفعت مان إلى اتخاذ قرار بنشر رسالته.
وكتب في منشوره: من الواضح أنه هذا الأسبوع، سيُطلب من البعض منكم تقديم الدعم – بشكل مباشر أو غير مباشر – للجيش الإسرائيلي أثناء قيامه بعمليات في رفح وأماكن أخرى في غزة.
وقال مان إن تحفظاته يمكن التعامل معها، وإنه يأمل أن تنتهي الحرب سريعاً، أو أن النفوذ الأمريكي سيغير الطريقة التي تدير بها إسرائيل حملتها العسكرية.
وأشار أيضاً إلى أنه من المفهوم داخل وزارة الدفاع أنه يتعين على الموظفين أحياناً دعم شيء لم يؤيدوه شخصياً.
وكتب: في مرحلة ما – مهما كان المبرر – إما أن تتقدم بسياسة تمكن من المجاعة الجماعية للأطفال، وإما لا تفعل ذلك… وأريد أن أوضح أنني سليل اليهود الأوروبيين، فقد نشأت في بيئة أخلاقية لا ترحم بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بموضوع تحمل المسؤولية عن التطهير العرقي.
ونشرت وسائل إعلام أمريكية عدة خبر استقالة الضابط، مشيرة إلى أن سياسات إدارة الرئيس بايدن تجاه الأزمة في غزة، أدت إلى انقسام عميق بين الموظفين الأميركيين، ما أدى إلى التعبير عن المعارضة في جميع أنحاء الحكومة، لكن حفنة منهم فقط استقالوا احتجاجاً.