ماجدة صالح تكتب .. زمن السادة ” الهلافيت “
إن كان الثبات في هذا الزمن عزيز عزيز” قوي” فالأجُور أعزّ والثمن عند الله غالي غالي جدًا العزاء والسلوى ،و إذا صح القول أننا في زمن ما، فنحن و لا شك في زمن الدجال و ليس زمن المهدي زمن العجب العجايب، و إن لم يظهر الدجال الكبير بعد إلّا أن أعوانه قد ظهروا و احتشدوا بخيلهم و رجلهم في كل بلد وفي كل شق، فلا تكاد العين تلمح إلا دجالين و كذبة ، وأدعياء و مروجي فتن.
زمن “المسخ” هو أسياد المواقف، ونحن و لا شك في عصر العنف و الجريمة و المخدرات و الهلاوس.
عندما يغيب الضمير تموت المبادئ وتكفن الأخلاق.. وتدفن القيم الإإنسانيه لتنتشر الفاحشة والوقاحة حينها البقاء لله في الأمانه والأخلاق والضمير، البقاء لله في الحياء والخجل والإيمان..البقاء لله في الإخلاص والتعاون والاخاء ، فـ النفايات الفكريه التي تنتج عن توجيه العقول إلى طرق مظلمة بل وتشويه الفضائل والقيم الراسخة في معتقداتنا الدينية داخل العقول التي تربت علي الفطرة والبراءة باتت الآن تتباهى بالتشبه بفكر الغرب… حتي تحولت إلى نفايات تعشش داخل عقول وفكر جيل بأكمله هي أشد خطراً على المجتمع من النفايات المنتشرة وحتى في صناديق القمامة الموجودة في الشوارع.
” التيك توك” وغيرها من المواقع الإلكترونية الوقحة هو أحد هذه المواقع التي استطاعت تحقيق إنتشار كبير لحصد الأموال الطائلة دون كد أو جهد،و أضحى عبارة عن ملهى ليلي مباشر للعري والإيحاءات غير اللائقة والرقص الماجن، حيث رُفع الحياء، وكشف عورات البيوت المصرية، و قبح المستوى الأخلاقي والانحلال الثقافي في مجتمع لطالما كان يصنف عرض نسائه في خانة الحرمات والممنوعات والخطوط الحمراء.
وما يثير الإنتباه أن الفتيات اللواتي ينشرن هذه المقاطع معظمهن من أسر محافظة، ما يثبت فشل العملية التربوية التقليدية.. وانهيار القيم الأسرية ذات الطابع الديني والأخلاقي. ناهيك عن أن هذا التطبيق قد ساهم في كسر هيبة حرمة البيوت بشكل لا يُصدق ويذهل العقول لدرجة أن الفتيات ينشرن رقصهن وميوعتهن داخل بيوتهن بملابس غير محتشمة وبغناء أغلبه من أغاني الملاهي الليلية من خلال تقليد أعمى لهوس الغرب بالرقص الماجن و تعبيرات أقرب ما تكون “ألفاظ الشوارع ” الأمر الذي بالتأكيد تشاع فيه الرزيلة.
فعندما تجد عباقرة في الهند يعبدون البقر، وجراح أعصاب ملحد لا يرى في خلق الله إتقان، و دكتور جامعة يناقش الله في الميراث، وأديبًا في اللغة العربية يعترض على فصاحة القرآن، ومفكر يرى السنة رجعية وفي المقابل تجد رجلا بسيطا جداً جداً يقوم في عز البرد القارس ليصلي الفجر، وامرأة عجوز طاعنة في السن لا تعرف القراءة والكتابة قمة العقل والرزانه والحياء والخوف من الله، وشيخ عاجز ينهض على عكازته متجهًا نحو المسجد لأداء صلواته، وبعض الناس ألسنتهم مساجد وقلوبهم معابد يهودية
فاعلم أن المسألة لم تتعلق يومًا بالعقول والشهادات ولا المناصب أو حتى القادة وعلية القوم وأصحاب الأساطير الوهمية، إنما بالقلوب القلوب فقط
قال جل جلاله: ” فإنها لَا تَعمى الْأَبصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور” اللهم ردنا إليك ردا جميلًا.
رئيس لجنة المرأة بالقليوبية وسكرتير عام اتحاد المرأة الوفدية
magda_sale7@yahoo.com