شهيدان جدد من معتقلي غزة .. الطبيب البرش نال أصناف التعذيب في سجن” عوفر “طوال 3 شهور
هيئة الأسرى: اغتيال متعمد واستهداف ممنهج للأطباء والمنظومة الصحية بـ القطاع
أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، اليوم الخميس، استشهاد اثنين من معتقلي غزة في السجون الإسرائيلية، هما الطبيب عدنان البُرش، البالغ من العمر 50 عاماً، وهو استشاري ورئيس قسم العظام في مستشفى الشفاء في غزة، وإسماعيل خضر، البالغ من العمر 33 عاماً.
وأفادت المؤسستان، في بيانٍ مشترك، بأنّ الشهيد البُرش من مدينة جباليا شمالي قطاع غزة، واعتقله “جيش” الاحتلال في شهر يناير 2024، خلال وجوده في مستشفى العودة، ومساعدته مجموعة من الأطباء.
ووفقاً للمعلومات المتوافرة، والتي أُبلغت إلى الشؤون المدنية الفلسطينية، استُشهد البُرش في سجن “عوفر” في 19 أبريل 2024، ولا يزال جثمانه محتجَزاً، علماً بأنّه كان تعرض لإصابةٍ خلال وجوده في المستشفى الإندونيسي قبل نحو 5 شهور.
والشهيد خضر استُشهد بعد عملية اعتقاله، وفقاً للمعلومات التي توافرت، بحيث جرى تسليم جثمانه اليوم مع العشرات من معتقلي غزة، والذين أُفرج عنهم اليوم عبر معبر كرم أبو سالم، كما أعلنت هيئة الحدود والمعابر في غزة.
وأكدت هيئة الأسرى ونادي الأسير أنّ الشهيدين، البُرش وخضر، ارتقيا نتيجة للتعذيب المتعدد الأشكال والجرائم الطبية التي يواجهها معتقلو غزة، في ضوء استمرار جريمة الإخفاء القسري بحقهم.
وشددا على أنّ ما جرى للطبيب البُرش، بصورة خاصة، هو عملية اغتيال متعمدة، تأتي في إطار عملية استهداف ممنهجة للأطباء وللمنظومة الصحيّة في غزة، ومنها العدوان الذي شنه الاحتلال على مستشفى الشفاء واستهداف طاقمه الطبي، وما أعقب ذلك من عملية تدمير كلية للمستشفى، وتحويله إلى مقبرة، حيث استشهد واعتقل المئات فيه.
ونعت الهيئة والنادي، باسم الحركة الوطنية الأسيرة، الشهيدين خضر والبُرش، مشيرين إلى أنّ الشهيد البُرش بقي حتى آخر لحظة قبل اعتقاله على رأس عمله متنقلاً من مستشفى إلى آخر في غزة، من أجل علاج الجرحى، إلى أن اعتقلته قوات الاحتلال.
وأضافا أنه بالكشف عن استشهاد البرش وخضر، فإنّ عدد الشهداء الأسرى، الذين ارتقوا في سجون الاحتلال ومعسكراته، من جرّاء جرائم التعذيب والجرائم الطبية، وسياسة التجويع، ارتفع إلى 18 شهيداً، وهم ممن تمّ إعلان استشهادهم ومعرفة هوياتهم، باستثناء شهيد من عمال غزة، أُعلن استشهاده من دون الكشف عن هويته.
وتابعت الهيئة والنادي أنّ من المؤكد أنّ أعدد المعتقلين الشهداء من غزة أكبر، إذ كشف إعلام الاحتلال، في وقت سابق، عبر تقارير صحافية، أنّ ما لا يقل عن 27 معتقلاً من غزة استشهدوا في سجون الاحتلال ومعسكراته.
ووفقاً لهما، فإن المعطيات المتوافرة عن معتقلي غزة ما زالت ضئيلة، فيما يتعلق بهوياتهم وأماكن احتجازهم، وأعدادهم، فالمعطى الوحيد، الذي أعلنته إدارة سجون الاحتلال، هو من أطلقت عليهم المقاتلين غير الشرعيين، وعددهم حتى بداية أبريل 849.
يُشار إلى أنّ مجموعةً من الأسرى، الذين أفرج عنهم الاحتلال من سجن “عوفر”، تحدثوا بصورة واضحة عن القسم الـ”23″، والذي يحتجز فيه الاحتلال معتقلي غزة، وما يجري بحقهم من عمليات تعذيب وإذلال طوال الوقت، من خلال الأصوات التي تصدر من القسم والاقتحامات المتواصلة من قوات القمع المدججة بالسلاح والكلاب البوليسية.
إلى جانب ذلك، وكشفت المؤسستان أنّ النداءات والمطالبات، التي تم توجيهها إلى جميع المؤسسات الدولية، من أجل وقف جريمة الإخفاء القسري، لم تلقَ آذاناً مصغية.
وجددتا مطالبتهما الأمم المتحدة وكل المؤسسات الدولية بتحمل مسؤولياتها تجاه الجرائم التي ينفّذها الاحتلال بحقّ الأسرى والمعتقلين، وعدم الاكتفاء بنشر التقارير والشهادات وإعلانها والتحذير منها.
ومع استشهاد البُرش، ارتفعت حصيلة شهداء القطاع الصحي في غزة إلى 496، منذ الـ7 من أكتوبر، وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
وأعلنت الوزارة ارتفاع حصيلة جرائم الاحتلال بحق القطاع الصحي الفلسطيني في قطاع غزة إلى 1500 جريح و309 أسرى، مطالبةً المجتمع الدولي والمنظمات الصحية والحقوقية بالتدخل وحماية الأسرى من التعذيب والإرهاب والقتل.