رئيس المخابرات المصري في إسرائيل وفي حقيبته هدنة طويلة .. وبن غفير وسموترتش العائق الوحيد
كشف مسؤول إسرائيلي أن رئيس المخابرات العامة المصرية، اللواء عباس كامل يزور إسرائيل، اليوم الجمعة، لإجراء محادثات أمنية ودفع المفاوضات حول وقف إطلاق النار.
وقال المسؤول إن اللواء عباس كامل من المقرر أن يواصل المناقشات مع المسؤولين الإسرائيليين حول التنسيق الأمني حيال عملية إسرائيلية محتملة في رفح وكذلك المفاوضات بشأن الرهائن.
و ذكرت صحيفة “يديعوت أحرنوت” أن مجلس الحرب الإسرائيلي وافق على تفويض فريق التفاوض لإجراء محادثات مع وفد مصري سيصل إلى تل أبيب الجمعة لبحث صفقة جديدة.
وتأتي هذه التطورات، بحسب موقع “واينت” العبري، على خلفية التهديد بعمل عسكري إسرائيلي قادم في رفح، وسط تشدد رئيس حماس في قطاع غزة يحيى السنوار بمواقفه ويطالب بوقف الحرب كشرط للصفقة.
كما تم في مجلس الحرب الإسرائيلي طرح عدة بدائل لخطة إطلاق سراح الأسرى.
الضوء الأخضر للفريق المفاوض الإسرائيلي
وقد تلقى الفريق المفاوض “الضوء الأخضر” لإبداء مرونة في الموقف الإسرائيلي، بحيث أنه إذا حدث تغيير بسبب الضغط العسكري، فسيكون من الممكن المضي قدما في الصفقة بسرعة.
وكشفت مصادر أن رئيس المخابرات المصري اللواء عباس كامل سوف يطرح مبادرة جديدة تهدف لعقد هدنة طويلة بين حماس وإسرائيل قد تزيد عن العام أو العامين مقابل صفقة لتبادل الأسرى ويتخلل الهدنة مفاوضات للوصول لحل سياسي وسلام دائم من خلال الاعتراف المتبادل بالدولتين” فلسطينية وإسرائيلية”.
ويأتي هذا بعد أن أكد القيادي بحماس خليل الحية، بأن الحركة قد تلقي بسلاحها في حالة وجود حل نهائي بإقامة الدولة الفلسطينية على أن ينخرط قادة حماس في العمل السياسي لعدم جدوى السلاح والحرب في ضوء هذه المستجدات.
ورغم اقتناع رئيس الوزراء الإسرائيلي بهذه الفكرة أملا في الحصول على صفقة أسرى وإبعاد الضغوط علية من أهالي الأسرى والمحتجزين ،وكسب ورقة تُحسن من وضعه للإبقاء على منصبه بعد خطايا ونكسة السابع من أكتوبر ، مع الرهان على المفاوضات المستقبلية للحصول على أكبر فوائد في مسألة الحل النهائي للدولتين إلا أن مايعوق حاليا أي تقدم وجود اثنين يمثلان صداعا في رأس نتنياهو وهما ايتمار بن غفير وزير الأمن الداخلي، وسموتريش وزير المالية الإسرائيلي اللذان يُلحان دوما بحكم التطرف لمواصلة الحرب وتدمير كامل غزة والقضاء على جميع قادة حماس.
وقد يحاول اقناعهما بشكل أو بآخر،حيث يلوحان له بورقة الانسحاب من الحكومة وفرض واقع مرير له بـ حل الحكومة والوصول لانتخابات جديدة والتي قد تعني دخوله قاعات المحاكماتعدة فساد وخلافه رغم أن انسحاب الثنائي يعنى طي صفحة وضعهما السياسي وخروجهما كنائبين من الكنيست الإسرائيلي أملا في انتخابات جديدة.
وفي سياق متصل قال مسؤول إسرائيلي آخر إن مجلس الحرب في إسرائيل اجتمع مساء الأحد لمناقشة مصير الرهائن الـ 133 الذين ما زالوا محتجزين داخل قطاع غزة، ولكن مع انهيار المفاوضات لمحاولة إطلاق سراحهم على مدار الأسبوع الماضي، يبدو أن الكلمات الرئيسية الآن لدى المسؤولين في إسرائيل هي “الضغط العسكري”.
وهذا ما تحدث عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو في تصريح قبل اجتماع مجلس الوزراء، قائلاً إن “إسرائيل ستوجه قريباً ضربات إضافية ومؤلمة وستزيد الضغوط العسكرية والسياسية على حماس من أجل تأمين إطلاق سراح هؤلاء الرهائن”.
وقال موقع “أكسيوس” الأمريكي في وقت سابق إن كبار مسؤولي المخابرات والجيش الإسرائيليين التقوا الأربعاء في القاهرة برئيس المخابرات المصرية ومسؤولين رئيسيين آخرين للبحث في احتمال تنفيذ عملية عسكرية في رفح.
رئيس الأركان والشاباك بالقاهرة
وقال “أكسيوس” أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي، ورئيس جهاز الأمن الإسرائيلي العام (الشاباك) رونين بار، زارا يوم الأربعاء العاصمة المصرية والتقيا برئيس المخابرات المصرية عباس كامل ورئيس الأركان المصري أسامة عسكر.
وأفاد بأنها الزيارة الثانية لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي ورئيس جهاز الأمن الإسرائيلي العام إلى مصر منذ 7 أكتوبر لمناقشة عملية محتملة في رفح.
وأوضح الموقع الأمريكي أن الزيارة السابقة كانت في منتصف شهر فبراير وتهدف إلى نقل رسالة مفادها بأن إسرائيل ستتخذ خطوات لضمان ألا تؤدي عملية رفح إلى تدفق آلاف اللاجئين الفلسطينيين إلى مصر.
وأشار إلى أن المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي وجهاز المخابرات العامة المصرية والمسؤولين المصريين رفضوا التعليق عن الموضوع.
وأضاف المصدر ذاته أن التنسيق العسكري والسياسي الوثيق بين إسرائيل ومصر يعتبر أحد الشروط الأساسية للعملية العسكرية الإسرائيلية في رفح، خاصة في ظل نية إسرائيل السيطرة على محور فيلادلفيا المحاذي للحدود بين قطاع غزة ومصر.
ولفت إلى قلق بالغ لدى القاهرة من أن تؤدي عملية إسرائيلية في رفح إلى تدفق عشرات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين إلى مصر بطريقة تعرض أمن البلاد للخطر.
وبين الموقع الأمريكي أن المسؤولين المصريين شددوا في تصريحات علنية وكذلك في جلسات مغلقة مع نظرائهم من تل أبيب على أن مثل هذا السيناريو سيؤدي إلى تصدع العلاقات المصرية – الإسرائيلية وقد يعرض اتفاق السلام بين البلدين للخطر.
وادعى مسؤولون إسرائيليون أنه تم إحراز تقدم كبير في التجهيزات لإجلاء السكان المدنيين من رفح.
وصرح مسؤول إسرائيلي بأن الجميع ينتظر توجيهات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو للبدء في إجلاء السكان المدنيين من رفح”، مضيفا أن “الأمر متوقف عنده وعليه أن يحل المسألة مع الأمريكيين والمصريين.
وقال موقع “أكسيوس” في تقريره إن المجتمعين في القاهرة ناقشوا الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة ووقف مؤقت لإطلاق النار، ومصر هي أحد الوسطاء الرئيسيين في المفاوضات بين إسرائيل وحماس.