صبري حافظ يكتب .. الجزيري يُشهر سيفه!
عوامل تجمعت وأسهمت فى فوز الزمالك على الأهلى فى انتصار تاريخى بعد غياب طويل فى بطولة الدورى بشقيها الدور الأول 21 عامًا، والثانى 4 سنوات!
دون شك غياب 7 لاعبين أساسيين فى الأهلى كان له التأثير الكبير مثل محمد الشناوى، وإمام عاشور، ومروان عطية، وحسين الشحات، وبيرسى تاو، وياسر إبراهيم، واليو ديانج، وهى غيابات مؤثرة خاصة أن 3 لاعبين يشكلون نقطة تحول فى مثل هذه المواجهات كـ إمام عاشور ومروان عطية وحسين الشحات، واستغل الزمالك ذلك بروحه والرغبة فى الثأر، ورغم أن السعيد وناصر ماهر لم يظهرا بكامل طاقتهما، إلا أن اللاعب الموهوب والفذ قادر على صنع الفارق بـكريزمته ومنحه الثقة لزملائه أو فى «أسست» لا يصنعه إلا الكبار فقط كلاعب محورى مثل دونجا أو ناصر ماهر فى الهدف الأول وتمريراته الساحرة لـالتونسى سيف الجزيرى وضعته وجها لوجه مع مصطفى شوبير لاختياره الزمان والمكان المناسبين، اجتهد فكفاءته الكرة بعد اصطدامها بالحارس وعادت إليه ثانية وكأنها تمنحه «قبلتي» إعجاب له ولزميله ناصر ماهر الأول
للتمرير، والثانى اختيار المكان والتوقيت، لتسهل مهمته فى وضعها فى الشباك تكريمًا لهما!
ومن عجائب كرة القدم وعدم خضوعها لقوانين منطقية لأن التوفيق وجهها الآخر جاء هدف الزمالك «الثاني» فى وقت كانت السيطرة «حمراء» بعد خروج الثلاثى أحمد حمدى وناصر ماهر والسعيد والأخير كان منطقيًا بحكم الجهد والسن ونشاط الأهلى ونشوته على كافة المحاور بعد هدف التعادل.
ورغم فوز الزمالك هناك أخطاء فنية من اللاعبين والبرازيلى جوميز، وفى الأهلى خاصة قلبى الدفاع رامى ربيعة ومحمد عبدالمنعم ساعدت الأبيض فى مهمته، وتأثر الأخير نفسيا بهذا التراجع وظهر فى اشتباكه مع الجزيرى رغم الالتحام العادى.! ولو استمر بهذا السوء قد لايجد مكانًا له بالمنتخب.
من الأهمية ألا يُنسى الفوز الجهاز واللاعبين خطايا اللقاء، وأغلب الشوط الثانى لصالح الأهلى «انتشارًا وخطورة»، ومن حسن حظ الزمالك أن الحكم نور الدين لم يُلغِ الهدف الثانى بداعى «خطأ» الجزيرى على عمر عبدالواحد فى «الخلفية» رغم وجود مواقف مشابهة فى الدوريات الأوروبية لا يحتسبها الحكام، وتحليل الخبير التحكيمى توفيق السيد مخالفًا للإجماع واعتبرها خطأ يستدعي «فاول» وكان يجب على «الفار» استدعاء نور الدين لمشاهدة اللعبة.
وسر تألق الجزيرى، يبدو غائبًا عن البعض، ومن عجائب وتوفيق الكرة بعض النجوم يتوارون فترات وأحياناً يطون صفحات حياتهم الكروية للأبد، خاصة «المهاجمين» محليًا ودوليًا لغياب من يُخدّم عليهم لاعبان أو ثلاثة قادرون على صنع الفارق، والجزيرى سدد ضريبة تأثر فريقه طيلة موسمين بسبب الحاجة لتدعيمات تساعد الفريق ككل واللاعب نفسه الموهوب، ولم تكن ضريبة الجزيرى غيابه عن التهديف مع فريقه، فامتدت توابعها لـمتخب بلاده وعدم الاعتماد عليه كلاعب هداف بالفطرة، ومهما كانت نجومية اللاعب يتأثر فنيًا ونفسيًا بالمحيطين، وينسى الجميع موهبته وتهديفه ويفكرون فى إدخاله نفق النسيان.!
لكن هذه المرة يبدو أنه أخرج سيفه من غَمده ولن يدخله ثانية!