كريم نفادي يكتب .. صحة حديث «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَأَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كانَ كَصَومِ الدَّهْرِ»
هذا الحديث أخرجه مسلم في صحيحه وأحمد وأصحاب السنن وغيرهم، من طريق سعد بن سعيد متفردا به عن عمر بن ثابت، عن أبي أيوب مرفوعا.
وقد ضعف النقاد سعد بن سعيد – مع صدقه وعدالته- لسوء حفظه، فلخصه الحافظ ابن حجر بقوله: صدوق سيء الحفظ.
ولكن لرواية سعد بن سعيد متابعات قوية عن جابر وأبي هريرة وثوبان وغنام تنهض بها، وتبين لنا أن هذا الحديث مما جود سعد بن سعيد حفظه، ومنها:
(١) ما أخرجه ابن ماجه في سننه:
حدثنا: هشام بن عمار ثنا بقية ثنا صدقة بن خالد، ثنا يحيى بن الحارث الذمارى قال سمعت أبا أسماء الرحبى عن ثوبان مولى رسول الله ﷺ عن رسول الله ﷺ أنه قال: «من صام ستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة، من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها».
وفي الزوائد الحديث قد رواه ابن حبان في صحيحه،
وعقب عليه السندى بقوله: يريد فهو صحيح وقال: وله شاهد.
(٢) ما أخرجه الإِمام أحمد في مسنده -مسند جابر بن عبد الله: حدثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا عبد الله بن يزيد، ثنا سعيد يعني ابن أبي أيوب، حدثني عمرو بن جابر الحضرمي قال سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري يقول سمعت رسول الله ﷺ يقول: «من صام رمضان وستًّا من شوال فكأنما صام السنة كلها».
وأخرجه البيهقي في سننه -كتاب الصيام باب (في فضل صوم سنة أيام من شوال)
بلفظ: أخبرنا أبو طاهر الفقيه، أنبأ أبو حامد بن بلال البزار ثنا أحمد بن منصور والسرى بن خزيمة قالا: ثنا عبد الله بن يزيد المقري ثنا سعيد بن أبي أيوب ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو نصر أحمد بن علي الفامي وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا: ثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب ثنا الربيع بن سليمان ثنا ابن وهب أخبرني ابن لهيعة وسعيد بن أبي أيوب وبكر بن مضر عن عمرو بن جابر الحضرمي قال: سمعنا جابر بن عبد الله يقول: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «من صام رمضان وستًّا من شوال فكأنما صام السنة كلها».
(٣) ما أورده الهيثمي في كشف الأستار عن زوائد البزار على الكتب الستة كتاب الصيام -باب صيام ستة أيام من شوال، قال: حدثنا عمر بن حفص الشيبانى ثنا أبو عامر ثنا زهير عن العلاء عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: «من صام رمضان وأتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر».
(٤) ما أورده ابن حجر في ترجمة غنام أبي عبد الرحمن، وابن منده وأبو نعيم، بإسناده عن عبد الرحمن بن عنان عن أبيه قال: قال رسول الله ﷺ «من صام ستًّا بعد يوم الفطر فكأنما صام الدهر أو السنة».
وقال محققه: قال الحافظ في الإصابة الترجمة كذا قال -يعني العسكري وهو تصحيف، وإنما هو غنام بالغين المعجمة وتشديد النون.
وقال أورده العسكري وقال: هو رجل من الصحابة ولا يعرف له إلا هذا الحديث.
والحديث في مجمع الزوائد للهيثمي -كتاب الصيام -باب (فيمن صام رمضان وستة أيام من شوال) بلفظ: وعن غنام قال: قال رسول الله ﷺ: «من صام ستًّا بعد يوم الفطر فكأنما صام الدهر والسنة».
وقال: رواه الطبراني في الكبير، وعبد الرحمن بن غنام لم أعرفه.
وقد ذهب جمع من المحدثين لتصحيح الحديث بطرقه:
قال أبو عيسى الترمذي: حديث أبي أيوب حديث حسن صحيح، وقد استحب قوم صيام ستة من شوال لهذا الحديث.
وقال أبو عيسى أيضا: قد روى عبد العزيز بن محمَّد عن صفوان بن سليم وسعد بن سعيد هذا الحديث عن عمر بن ثابت عن أبي أيوب عن النبي ﷺ هذا. وروى شعبة عن ورقاء بن عمر عن سعد بن سعيد هذا الحديث.
وسعد بن سعيد هو أخو يحيى بن سعيد الأنصاري وقد تكلم بعض أهل الحديث في سعد بن سعيد من قبل حفظه.
وقال ابن المبارك: هو حسن مثل صيام ثلاثة أيام من كل شهر. قال أيضا: ويروى في بعض الحديث: ويلحق هذا الصيام برمضان، واختار ابن المبارك أن يكون سنة أيام من أول الشهر، وقد روى عن ابن المبارك أنه قال: إن صام سنة أيام من شوال متفرقا فهو جائز.
والحديث قال المناوي عنه:
وطعن فيه من لا علم عنده وغيره قول الترمذي حسن، والكلام في راويه وهو سعد بن سعيد واعتنى العراقي بجمع طرقه فأسنده عن بضعة وعشرين رجلًا رووه عن سعد بن سعيد أكثرهم حفاظ أثبات.
الدكتور كريم نفادي يكتب.. قيام الليل جنّة الدنيا