الشاعرة السورية مها عماد تكتب .. صحوة متأخرة
عُذرًا يا سيدي
لأنني لم أفهم…
ولأنني بحبك لم أكن متيم
لأنك بتعدت ولم أكن أعلم…
بأنك عاشق وفي الحب مازلت طفلًا
فخشيت أن تغرق…
وأنا الآن بدأت أفهم
مع أنني عاشقة مثلك…
ومازلت أغرق
فأنا في الحب كالنبيذ المعتق…
كلما تركته وابتعدت عنه أكثر
أصبح طعمه أطيب…
وشفتاك لرشفة منه تتحرق
فعذرًا منك لأنني لم أفهم….
بأنك حين اشتممت عطري بدأت تتعرق…
وكأن الحب في جنباتك
وفي عروقك يتورق…
وأنك ابتعدت
خوفًا من ألّا تجد
في بحور الحب لك زورق….
وكنت عندما بدأت تغرق
فرحلت وأنت تتعرق…
وفي داخلك زهور لحبي تتورق
وستبحث عن شبيه لعطري
في عطور العالم أجمع…
ستبحث وتبحث عن شبيه لعطري
ولن تتوفق….
فمهما بحثت لن تتوفق
العطر في يد المحب لها شذاها الخاص…
رونق وبريق يلمع
ستجد عطر لا يلمع….
ستجد عود لكنه لن يتورق
ويجعل عيونك من الحب تلمع…
هكذا نحن وغالبية البشر تطمع
نُضيّع الحب
ونعود لنبحث عنه ولكن لا نتوفق…
فعذرًا ياسيدي
لأنني الآن قد بدأت أفهم
السبب لرحيلك عني دون إنذار مسبق
رحلت جسدًا وتبقى في ذاكرتي….
تلك الرائحة
وذلك الشفق الأحمر…
الشاعرة السورية مها عماد تكتب .. ضمير الإنسانية