احتجاجات المغرب تكشف مخاطر تهدد القدس والمسجد الأقصى
وجّه مواطنون مغاربة انتقادات شديدة إلى الإدارة الأمريكية على خلفية دعمها إسرائيل في العدوان الذي تشنه على قطاع غزة منذ ستة أشهر، وأقدموا، لأول مرة منذ بدء الوقفات الاحتجاجية المنظمة أمام البرلمان، دعما لفلسطين، على حرق صور الرئيس بايدن، ومسؤولين في الإدارة الأمريكية.
ومباشرة بعد حرق العلم الإسرائيلي أقدمت الجهات الداعية إلى الوقفة الاحتجاجية، المنظمة بمناسبة تخليد اليوم العالمي للقدس أمام مقر البرلمان بالرباط، مساء الجمعة، على حرق صور للرئيس الأمريكي، جو بايدن، ووزير خارجية أمريكا، أنطوني بلينكن، ووزير الدفاع لويد أوستن؛ إضافة إلى صورة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.
وتأتي الوقفة الاحتجاجية التي دعت إليها كل من “مجموعة العمل الوطني من أجل فلسطين”، و”المرصد المغربي لمناهضة التطبيع”، وشاركت فيها هيئات أخرى، نقابية ومدنية، تزامنا مع مسيرات ووقفات في مختلف الدول، بمناسبة اليوم العالمي للقدس، احتجاجا على “ما تتعرض له أولى القِبْلتيْن “المسجد الأقصى” من تهديدات خطيرة”، بحسب المنظمين.
و لم تمنع درجة الحرارة المفرطة المشاركين فيها من الوقوف أمام البرلمان لما يزيد عن ساعة من الزمن.
وأكد بعض المحتاجين : أن القدس في خطر، والمسجد الأقصى في خطر، حيث تدعو قطعان اليهود الصهاينة إلى تنفيذ اقتحامات في أيام عيد الفطر، وتنزيل طقس ذبح البقرات، بهدف تغيير هويته العربية الإسلامية وهدمه وبناء الهيكل المزعوم.
وخلال الوقفة الاحتجاجية التي نُظمت تحت شعار “تحرير القدس وفلسطين مسؤولية الأمة العربية والإسلامية” ندد المحتجون بـ”الإرهاب الصهيوني”، واستنكروا “الدعم الأمريكي المتواصل لإسرائيل في حربها على غزة”، كما أدانوا “المواقف المتخاذلة للأمة العربية.
وفي كلمة باسم الهيئتين المنظمتيْن للوقفة الاحتجاجية قال عبد الرحيم الشيخي إن “جمعة الغضب هذا يوم غضب على العدوان الصهيوني، وخاصة الإدارة الأمريكية التي تقود الحرب على غزة”، مشيرا إلى أن “الوقفة المنظمة بمناسبة اليوم العالمي للقدس تكتسي أهمية خاصة، لاعتبارات عدة، منها العلاقة الوطيدة للمغاربة بالقدس، دينيا وتاريخيا”.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن “صلاح الدين الأيوبي أوقف أوقافا في القدس تحمل اسم المغاربة؛ وهذه الأوقاف المغربية هدمها الكيان الصهيوني المحتل، وتنتظر من يحررها”، وفق تعبيره.
ولفت الشيخي إلى أن المغاربة اعتادوا زيارة بيت المقدس عقب أداء فريضة الحج”، مضيفا: إذا كان الشعب المغربي برهن على وفائه للقدس ولفلسطين يبقى على الدولة أن تنسجم مع خطابها بأن فلسطين تقع ضمن أولوياتها، وقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني، وإسقاط التطبيع، واتخاذ القرارات المناسبة للإسهام في وقف العدوان.
واعتبرت الجهات المنظمة للوقفة الاحتجاجية أن “واجب النصرة للمقاومة لم يعد فرض كفاية، بل هو فرض عيْن على كل واحد القيام به، عبر الاحتجاج ومقاطعة بضائع وخدمات الشركات الداعمة للكيان الصهيوني، والمساهمة الخيرية لدعم الشعب الفلسطيني، ومواجهة والاشتباك إعلاميا مع المتخاذلين، والترافع سياسيا لمناهضة كافة أشكال التخريب الصهيوني للمغرب عبر بوابة التطبيع.